سلط الدكتور ناصر بوشيبة، الخبير في الشأن الصيني المغربي، الضوء على انتعاش مجال الصادرات المغربية إلى الصين منذ الزيارة الملكية في شهر ماي 2016 إلى حدود عام 2023، مؤكدا أن “التبادلات التجارية المغربية الصينية دفعة قوية رسخت مكانة الصين كثالث شريك تجاري للمملكة”، مستدلا بدراسة للمعطيات التي حصلت عليها جمعية التعاون الأفريقي الصيني للتنمية من قاعدة بيانات الجمارك الصينية لعام 2023.
وأشار رئيس جمعية التعاون الأفريقي الصيني للتنمية، في مقال توصلت به جريدة النهار بعنوان “مليار دولار من الصادرات المغربية إلى الصين في عام 2023″، إلى أن “حجم الصادرات المغربية إلى الصين ارتفع بنسبة قدرها 7,81%، حيث حققت ما يناهز مليار دولار أمريكي”، لافتا الى أنه “رقم قياسي منذ تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وتوقيع أول اتفاقية تجارية في نونبر 1958″، مؤكدا أن “هذه النتائج الإيجابية تعكس الاهتمام الكبير الذي بات يوليه الفاعلون الاقتصاديون المغاربة لفرص التطوير التي توفرها السوق الاستهلاكية الضخمة في الصين”.
نص المقال:
منذ الزيارة الملكية التاريخية إلى الصين في شهر مايو 2016، عرفت المبادلات التجارية المغربية الصينية دفعة قوية رسخت مكانة الصين كثالث شريك تجاري للمملكة. وحسب دراسة للمعطيات التي حصلت عليها جمعية التعاون الأفريقي الصيني للتنمية من قاعدة بيانات الجمارك الصينية لعام 2023، لاحظنا، وبكثير من الغبطة والسرور، ارتفاع حجم الصادرات المغربية إلى الصين بنسبة قدرها 7,81%، حيث حققت ما يناهز مليار دولار أمريكي، وهو رقم قياسي منذ تأسيس العلاقات الديبلوماسية بين البلدين وتوقيع أول اتفاقية تجارية في نونبر 1958. وتعكس هذه النتائج الإيجابية الاهتمام الكبير الذي بات يوليه الفاعلون الاقتصاديون المغاربة لفرص التطوير التي توفرها السوق الاستهلاكية الضخمة في الصين.
احتلت صادرات المعدات الكهربائية والمنتوجات الصناعية ذات الصلة، للعام الثاني على التوالي، المرتبة الأولى بقيمة 578,54 مليون دولار (578,544,213)، وهو ما يساوي 59% من إجمالي الصادرات، تضمنت بشكل أساسي الدوائر الإلكترونية المتكاملة (Integrated Circuits)، لوحات التحكم الكهربائية والموصلات ووحدات العبور الكهربائي (Transistors).
واحتلت صادرات المواد المعدنية مرتبة الوصافة مع تراجع خفيف مقارنة بعام 2022، بصادرات قيمتها 218,14 مليون دولار (218,142,164)، وهو ما مثل 22,24% من إجمالي الصادرات موزعة بالأساس على النحو التالي: خام النحاس بقيمة 57,95 مليون دولار (57,950,152)، خام الزنك بقيمة 27,67 مليون دولار (27,677,973)، سبائك النحاس والزنك بقيمة 24,36 مليون دولار (24,359,777)، خام الرصاص بقيمة 21,27 مليون دولار (21,270,126)، خام الفضة بقيمة 18,65 مليون دولار (18,651,628)، متلاشيات النحاس بقيمة 16,59 مليون دولار (16,593,750)، وخام المنغنيز بقيمة 6,5 ملايين دولار (6,502,047).
وجاء كل من النسيج والمنتجات الجلدية في المرتبة الثالثة بقيمة 90,44 مليون دولار (90,444,355)، وهو ما يغطي 9,22% من إجمالي الصادرات، حيث حققت منتجات النسيج 87,38 مليون دولار (87,380,638) وصادرات الجلد 3,06 ملايين دولار (3,063,717).
وارتفع حجم الصادرات الزراعية والسمكية المغربية إلى 57,34 مليون دولار (57,345,743)، بنسبة 5,84% من إجمالي الصادرات، شملت-حسب الترتيب-زيت السمك بقيمة 27,95 مليون دولار (27,948,277)، ومسحوق السمك للأعلاف بقيمة 9,59 مليون دولار (9,590,270)، والحبار وغيرها من الأسماك والفواكه البحرية بقيمة 7,95 مليون دولار (7,952,213)، والفراولة المجمدة بقيمة 4,75 مليون دولار (4,757,378).
وبموازاة مع النمو المستمر للاستثمارات الصينية في المغرب، وخاصة في مجال تصنيع بطاريات السيارات الكهربائية، التي تعتمد بالأساس على مجموعة من المعادن والمواد الأولية المتاحة بوفرة في بلدنا وفي منطقة غرب أفريقيا، من المتوقع أن يتزايد حجم الصادرات المغربية إلى السوق الصينية خلال السنوات الخمس القادمة، وربما ستصبح المملكة المغربية الدولة الأولى غير البترولية في أفريقيا والعالم العربي، التي ستعكس الميزان التجاري لصالحها في تبادلاتها التجارية مع الصين، مما سيشكل نموذجاً ملهماً لباقي البلدان السائرة في طريق النمو في كيفية الاستفادة من التبادلات التجارية مع الصين لتقوية اقتصاداتها، وبالتالي تحسين ظروف معيشة مواطنيها.