Site icon جريدة النهار المغربية – Alnahar

ثامــــن مـــــارس.. احتفــــاء نســـــائي بطعــــم الفراولــة

تصوير سرادني

في قلب ضيعة بمنطقة الغرب، جلست نساء بمستودع الفراولة وأخريات بمدخله، على شكل سلسلة متراصة تشتغل دون توقف، يضعن كميات الفراولة في صناديق بأحجام مختلفة، معدة للتصدير إلى فرنسا.

في الوقت الذي كانت النساء منهمكات في ترتيب التوت الأحمر في الصناديق، فوجئن بصاحب الضيعة يهنئهن بعيد المرأة، مرددا «جئنا اليوم للاحتفال معكن وبكن، بهذا العيد العالمي».
قبل أن يتمم عبد الكريم نعمان، صاحب الضيعة، كلامه، نهضت إحدى العاملات ورددت بصوت عال «نشكركم جميعا على هذه الالتفاتة، لأول مرة في حياتي تهدى لي وردة ويحتفى بي».
لم تكن هنية العاملة الوحيدة التي فوجئت بهذا الاحتفال، بل كل العاملات أكدن الكلام نفسه، وعبرن عن فرحتهن، رغم أن بعضهن لم يسمعن بتاتا عن هذا العيد».
تملك تلكم العاملات الزراعيات إحساس غريب، منهن من بكت وأخريات ظللن مشدوهات من هول الصدمة، لأنهن لأول مرة يحتفى بهن.
وفي هذا الصدد، قالت كلثوم: «أعرف فقط عيد الفطر وعيد الأضحى، لم أسمع قط عن عيد المرأة، لكني سعيدة بهذه الالتفاتة».
واسترسلت بصوت مبحوح: «شكرا لصاحب الضيعة لاهتمامه بالنساء العاملات، كنت أظن أننا فئة مهمشة لا أحد يوليها اهتماما، لكن لا أصف لكم حجم السعادة التي تغمرني اليوم».
وقبل أن تكمل كلثوم حديثها، قاطعتها زهرة قائلة: «نريد أن يظل هذا الاحتفال تقليدا سنويا رغم الهدية الرمزية التي سلمت لنا من طرف صاحب الضعية، لكن تبقى قيمتها المعنوية كبيرة».
من خلال الحديث مع هؤلاء النساء، أكدن أنه لم يكن يخطر ببالهن أنه سيأتي يوم ويحتفى بهن، ظنا منهن أن أمثالهن لا يليق بهن الاحتفال، لأن هدفنا الوحيد في هذه الحياة هو الحصول نهاية كل أسبوع على مبلغ مالي من أجل اقتناء حاجيات البيت والأولاد.
وبعد الاحتفال بنساء الفراولة العاملات بمستودع تصدير التوت، كانت الوجهة إلى حقول التوت الأحمر، شد سمعنا ترديد بعض العاملات المتخصصات في جني وقطف ثمار التوت لأغاني من تراث منطقة الغرب، يعبرن من خلالها عن فرحتهن بوفرة الغلة، ويدعين لله أن يبارك في ثمارها لضمان عمل مستدام.
لم تتوقف العاملات عن ترديد الأغاني، على اعتبار أنها تزيدهن طاقة وحافزا لإنهاء عملية الجني في ظرف وجيز، كما تنسيهن في الوقت نفسه همومهن ومشاكلهن اليومية.

Exit mobile version