Site icon جريدة النهار المغربية – Alnahar

سباطة ينطق “جاك وسيده” اللغة العربية

سباطة ينطق "جاك وسيده" اللغة العربية

أقدم الروائي والمترجم المغربي عبد المجيد سباطة على “مغامرة ترجميّة” جديدة قرّب من خلالها قراء اللغة العربية من مسرحية “جاك وسيده” للتشيكي الفرنسي ميلان كونديرا، الذي يعدّ أحد أبرز الأسماء في الأدب الأوروبي في العقود الأخيرة، وهي مسرحية تتناول بطريقة كونديرا الخاصة والمألوفة عند قرّائه مفاهيم القدر والعلاقات الإنسانية.

مسرحية “جاك وسيده تكريم لدينيس ديدرو في ثلاثة فصول” (Jacques et son maître Hommage à Denis Diderot en trois actes)، لا يعتبرها كونديرا اقتباساً عن رواية “جاك القدري” (Jacques le Fataliste et son maître) لدينيس ديدرو (1713-1784)، بل “تنويعة” (variation) تختلف في شكلها وتفاصيلها عن رواية الكاتب الفرنسي، لكنها تحافظ على روحها، وتمنحها بعدا مرحا ومراوغا، يرى الكاتب التشيكي أنه الأساس في النظر إلى الرواية بمفهومها الحديث، باعتبارها عملا إبداعيا “لا يأخذ العالم على محمل الجد”.

وكان كونديرا قد قال عن هذه المسرحية: “عندما احتل الروس بلدي الصغير عام 1968، قاموا بمنع كل كتبي، وهكذا وجدت نفسي دون أي مصدر دخل شرعي للعيش. حاول كثيرون مساعدتي: ذات يوم، زارني أحد المخرجين مقترحا عليّ كتابة اقتباس مسرحي باسمه هو لرواية [الأبله] لدوستويفسكي”.

وزاد: “أعدت قراءة [الأبله] فأدركت أنني لن أكون قادرا على إنجاز هذا العمل، ولو أدى ذلك إلى موتي جوعا. فهذه الأجواء المفعمة بالحركية المفرطة، والأعماق المظلمة، والعواطف العدوانية، ترعبني وتشعرني بالاشمئزاز. ثم وجدتني فجأة، بلا معنى ودون سابق إنذار، مستمتعا باستحضار جاك القدري.

“ألا تفضل الاشتغال على عمل لديدرو عوض دوستويفسكي؟”

لم يكن يفضل ذلك، أما أنا، فقد عجزت عن التخلص من هذه الرغبة الغريبة، ولكي أظل برفقة جاك وسيده لأطول فترة ممكنة، بدأت أتخيلهما بوصفهما شخصيتين في مسرحية من تأليفي أنا”.

في هذا الصدد، قال عبد المجيد سباطة، في تصريح لجريدة النهار، إن مشروع هذه الترجمة بدأ في إطار سعي المركز الثقافي العربي إلى استكمال إصدار كل أعمال الأديب التشيكي الأدبية والنقدية باللغة العربية، فتسلمت العمل على هذه المسرحية، بالإضافة إلى كتاب “الغرب المختطف أو مأساة أوروبا الوسطى” (Un Occident kidnappé. Ou la tragédie de l’Europe Centrale)”.

وأضاف سباطة: “شاء القدر أن يتم الإعلان عن وفاة الكاتب الكبير ميلان كونديرا، مؤلف هذه الأعمال الخالدة، في 11 يوليوز 2023 أثناء العمل عليها، فكان صدورها آخر تكريم له، مع كل ما تتمتع به أعماله من حفاوة وتقدير لدى القارئ المغربي والعربي عموما”.

Exit mobile version