Site icon جريدة النهار المغربية – Alnahar

فتيحة الحكيم .. مغربية من ذوي الاحتياجات الخاصة تتألق في “البارا تايكواندو”

فتيحة الحكيم .. مغربية من ذوي الاحتياجات الخاصة تتألق في "البارا تايكواندو"

لم تخضع فتيحة الحكيم لإعاقتها الحركية، التي ألزمتها الجلوس على مقعد متحرك إثر إصابتها في طفولتها بمرض مجهول، بل ثابرت على ممارسة أصناف رياضية عديدة، منها رياضة “البارا تايكواندو”، حيث توجت مسيرتها بالحصول، وهي في سن الـ47 سنة، على ذهبية بطولة الشرطة العربية الأولى للعبة “البارا تايكواندو بومسي”، التي نظمها، مؤخرا، عن بعد مجلس الرياضيين في القيادة العامة لشرطة دبي بالتعاون مع الاتحاد العربي لتايكواندو الشرطة واتحاد الإمارات للتايكواندو.

بطلة من ذهب مشلولة الساقين

تؤكد فتيحة الحكيم، الأم لثلاثة أبناء، في تصريح لجريدة النهار، أن تحقيقها لقب هذه البطولة كان نتيجة رغبتها في تحدي إعاقتها الحركية وظروفها الاجتماعية، مبرزة أن إقامتها بحي الأمل الهامشي بمدينة فاس، المعروف بحي45، لم يمنعها من الالتحاق، قبل سنتين، بجمعية “فيلا للرياضة” الكائنة بحي بنسودة، والمواظبة على التنقل إلى مقرها باستعمال حافلات النقل الحضري للاستفادة من التداريب.

وتسعى البطلة المغربية، رغم معاناتها من الشلل في ساقيها، إلى إثبات أن الإرادة أقوى من أي ظروف وتحديات، مشيرة إلى أن الفضل في هذا التتويج يعود إلى مدربها حسن الفيلالي الذي شجعها، منذ لقائهما الأول، على ممارسة رياضة “البارا تايكواندو”، بعد أن لمس فيها صفات البطلة في هذا الصنف الرياضي.

“أول مرة شاهدني فيها المدرب حسن قال لي إن مواصفاتي تؤهلني لأصبح بطلة مستقبلية في “البارا تايكواندو”، وهي رياضة أحبها كثيرا، فعندما كنت أشاهدها على شاشة التلفزيون كان ينتابني شعور قوي بأن أصير بطلة في هذه الرياضة”، تقول الحكيم، مضيفة أنها كانت تهوى الرياضة عموما، لكنها لم تكن تمارس التايكواندو، بل تلعب كرة السلة وكرة المضرب والرمي.

وتابعت قائلة: “فرحت كثيرا بالتحاقي بتدريبات حسن الفيلالي، حيث كنت أواظب على المجيء إلى مقر جمعيته رغم صعوبة التنقل في حافلات النقل الحضري لمعاناتي من الإعاقة الحركية. وقد كنت أجتهد كثيرا في التداريب لحبي لهذه الرياضة، والفوز جاء بعد عناء كبير والكثير من التضحيات”.

وعن انطباعها بخصوص الفوز بذهبية هذه المسابقة العربية، قالت الحكيم إن لجنة التحكيم أعجبت بحركاتها وبما بذلته من مجهودات، مشيرة إلى أن هذا الفوز أعطاها شجاعة كبرى من أجل المضي قدما في مسيرتها الرياضية.

فرح بالإنجاز وأحلام لا تتوقف

وقالت الحكيم إن “الفوز بذهبية هذه البطولة منحني ثقة كبرى في النفس، والآن تنطبق علي صفة من ذوي القدرات، والفضل في ذلك يعود إلى مدربي، الذي أطلق علي صفة البطلة منذ البداية، وفعلا، بهذا الفوز، أنا، اليوم، اسم على مسمى”.

“لقد أسعد هذا الفوز كثيرا أبنائي وأمي التي منحتني القوة. إنها فرحة لا توصف بهذا التتويج الذي لم أكن أتوقعه. لقد

كنت أمارس هذه الرياضة، فقط، حبا فيها”، تضيف البطلة الحكيم، مبرزة أن التتويج العربي سيحفزها على المشاركة مستقبلا في البطولات الدولية.

من جانبه، قال حسن الفيلالي، مدرب البطلة فتيحة الحكيم، إن لها ميولا كبير لممارسة الرياضة بصفة عامة، مضيفا أن “بنيتها الجسدية تساعدها على ممارسة رياضة “البارا تايكواندو”، خصوصا صنف “بومسي” وعروض فنون الحرب والدفاع عن النفس، رغم أنها مقعدة حركيا”.

وأفاد المتحدث ذاته، في تصريح لجريدة النهار، أن مشاركة الحكيم في بطولة الشرطة العربية الأولى للعبة “البارا تايكواندو بومسي” كانت عبر الفيديو، مضيفا أن “هذه البطولة حضرها حكام دوليون، اعتمدوا في تتويج البطلات والأبطال على معايير صارمة؛ منها، على الخصوص، الدقة في أداء الحركات وحركات البومسي والضربات والسرعة”.

“البارا تايكواندو بومسي رياضة ليست بالسهلة، وفتيحة الحكيم أظهرت عن علو كعبها في هذه المسابقة العربية”، يقول المدرب الفيلالي مثنيا على بطلته التي وصفها بفخر حي بنسودة بمدينة فاس.

Exit mobile version