تعيش جل الأندية الوطنية في الدوري المغربي للمحترفين لكرة القدم، في قسميه الأول والثاني، أزمة مالية تؤثر بشكل أو بآخر على مستوى اللاعبين داخل “المستطيل الأخضر”، في ظل غياب الاستقرار المالي؛ وهو ما يطرح علامات استفهام كثيرة حول الحلول التي يجب فرضها لوضع نقطة نهاية لهذه المشاكل.
وتفاقمت المشاكل المالية بمجموعة من الأندية الوطنية إلى درجة رفض عدد من الفرق خوض حصصها التدريبية احتجاجا على مستحقاتها المالية العالقة في ذمة المكاتب المسيرة في أوج المنافسة، كما يُبرر جل مسؤولي الفرق هذا التأخر بأنه خارج عن إرادتهم ويرتبط بتأخر منح أو أزمات تسييرية سابقة يدفعون ضريبتها.
وفي هذا الصدد، قال الإطار الوطني والدولي المغربي السابق سفيان علودي في تصريح لـ”النهارت”: “أعتقد أنه من العيب أن تجد لاعبا يدين لفريق عريق في القسم الاحترافي الأول بمبلغ صغير، وإدارة النادي عاجزة عن تأديته”.
وأضاف المتحدث نفسه: “يجب أن تكون هناك ضوابط وصرامة تُفرض على رؤساء الأندية الوطنية لتوفير السيولة المالية اللازمة، لأن اللاعب من المستبعد جدا أن يُقدم كل ما لديه وهو يدين لك بمبلغ مالي ليس بالكبير؛ لكنه مهم له ولأسرته، وسيكون تركيزه مشتتا في التداريب والمباريات، وهذا واقع في الدوري المغربي”.
وواصل مهاجم “أسود الأطلس” السابق: “هناك لاعبون مسؤولون عن أسر وأبناء وأهل، وتجده يلعب في ناد عريق في القسم الأول، ويُطالب براتب شهر أو شهرين ورئيس النادي عاجز عن تسديد ذلك المبلغ الصغير، هل سينجح هذا المسير في إيجاد الحلول؟ أكيد لا، لذلك وجب التفكير في هذه الأمور”.
وأضربت مجموعة من الأندية الوطنية عن التداريب في الموسم الحالي بسبب تأخر المستحقات؛ أبرزها المغرب الفاسي واتحاد طنجة ومولودية وجدة وشباب المحمدية ويوسفية برشيد وغيرها… ليبقى السؤال: متى يتحلى المسؤولون في الأندية الوطنية باحترافية تُساهم في تطور المنتوج الكروي المحلي؟
