Site icon جريدة النهار المغربية – Alnahar

“الإنسان ضحية العدوان”.. فلسطين تتوهج في معرض الكتاب بسلطنة عمان

"الإنسان ضحية العدوان".. فلسطين تتوهج في معرض الكتاب بسلطنة عمان

تراهن وزارة الثقافة الفلسطينية، ومعها دور النشر في هذا البلد، على فعاليات الدورة الثامنة والعشرين من معرض مسقط الدولي للكتاب، التي تستمر إلى غاية الثاني من مارس المقبل، على دور الكتاب والأدب في تسليط الضوء على القضية الفلسطينية وعلى معاناة الشعب الفلسطيني في ظل استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة، وكذا صيانة ثقافتهم التي يؤكدون أنها مستهدفة من إسرائيل، ولا تقل أهمية عن استهداف هذه الأخيرة لأرضهم.

وتعرض أورقة فسلطين داخل المعرض، الرسمية منها وغير الرسمية، التي تزين الأعلام والكوفيات الفلسطينية جنباتها، مجموعة من المنشورات التي تهتم بعدد من المواضيع المرتبطة بالشأن الثقافي والأدبي وبالماضي والواقع الفلسطينيين، على غرار كتاب “المسرح في فلسطين” لمؤلفه سيد علي إسماعيل، وكتاب “الخزنة، رواية الحب والحرية”، للكاتب والأسير السابق عصمت منصور، الذي يتناول من خلاله قصة هروب مجموعة من الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية، إضافة إلى أعمال الشاعر محمود دوريش الذي يحرص الناشرون الفلسطينيون على حضور كتاباته في أورقتهم في كل المعارض، اعترافا منهم بنضاله الفكري والأدبي في سبيل القضية الفلسطينية.

في هذا الإطار، قال عبد السلام عطاري، مدير عام الآداب والنشر والمكتبات بوزارة الثقافة الفلسطينية، إن “أهمية مشاركة فلسطين في معرض مسقط الدولي للكتاب، سواء على المستوى الرسمي من خلال وزارة الثقافة أو غير الرسمي من خلال دور النشر الفلسطينية، تكمن أولا في أهمية الحضور ذاته، إذ استطعنا الحضور إلى هذا الموعد الثقافي السنوي رغم تواصل العدوان الإسرائيلي الذي يحاول قطع الأوصال ما بين فلسطين والعالم الخارجي”.

وأضاف عطاري، في تصريح لجريدة جريدة النهار الإلكترونية: “رغم كل الظروف إلا أن فلسطين تحرص على تسجيل حضورها في المشهد الثقافي العربي، خاصة أننا بحاجة ماسة اليوم إلى التعريف أكثر بالثقافة والواقع الثقافي الفلسطيني الذي لا ينسلخ عن الواقع السياسي الذي نعيشه”.

ولفت المتحدث ذاته إلى أن “المشاركة الفلسطينية في المعارض العربية والدولية، على غرار معرض مسقط الدولي، تشكل بالإضافة إلى تسليط الضوء على القضية من خلال الكتابات الأدبية، فرصة أيضا لكشف جرائم الاحتلال الإسرائيلي ضد المثقفين والأدباء والكتاب والأكاديميين، الذين استشهد منهم ما يزيد عن خمسين شخصا، وكذا جرائمه في حق المقدرات الثقافية الفلسطينية”.

وبخصوص أبرز المنشورات التي يعرضها رواق وزارة الثقافة الفلسطينية، أورد مدير عام الآداب والنشر والمكتبات أن “الجناح الفلسطيني الرسمي يعرض مجموعة من الأعمال التي ليست للبيع”، وزاد موضحا: “نستهدف في هذا الرواق الرواية الفلسطينية والكتب التي طُبعت قبل عام 1948، أي قبل قيام دولة الكيان الإسرائيلي. وهنا أيضا مؤلفات أكبر عمرا من بعض الدول، وهذا ما يدل على أن الثقافة الفلسطينية ضاربة في عمق التاريخ”.

من جانبه، قال طارق أبوعمر، عن دار “طباق للنشر والتوزيع” التي تشارك لأول مرة في معرض مسقط، إنه “من الواجب على دور النشر الفلسطينية أن تحضر في مثل هذه التظاهرات والمسارح الثقافية، ذلك أنها يقع على عاتقها واجب حماية الثقافة الفلسطينية لأن الصراع مع الاحتلال هو صراع ثقافي وصراع هوية ثقافية بالدرجة الأولى”.

وأضاف أبوعمر، في حديث له مع جريدة جريدة النهار الإلكترونية: “الاحتلال الإسرائيلي يعمل منذ الأزل على سرقة هويتنا الثقافية، وبالتالي فإن المسؤولية تقع على عاتق الكتاب الفلسطيني من أجل نقل حكاية المواطن الفلسطيني إلى محيطه العربي، ونقل الرواية الحقيقية بشأن الوضع في فلسطين إلى القارئ العربي والعالمي”.

Exit mobile version