Site icon جريدة النهار المغربية – Alnahar

مراكش .. مناقشة العلاقة التشاركية بين الأسرة والمدرسة وتأثيرها على تفوق المتعلم

مراكش .. مناقشة العلاقة التشاركية بين الأسرة والمدرسة وتأثيرها على تفوق المتعلم

شكل موضوع “التفوق الدراسي بين الأسرة والمدرسة”، محور لقاء تواصلي، نظمته مؤسسة النضج للتربية والتعليم الخصوصي، السبت بمراكش، لمناقشة العلاقة التشاركية بين الأسرة والمدرسة وتأثيرها على التفوق الدراسي للمتعلم، بمشاركة خبراء في الطب النفسي والاجتماع والتنمية الذاتية والطفولة.

وأجمع المشاركون، في هذا اللقاء الذي نظم في إطار الصالون الثقافي للمؤسسة، على أن الوسط العائلي يكتسي أهمية كبرى في الحياة الشخصيّة والاجتماعيّة والدراسيّة للأطفال، بوصفه أساس تربيتهم.

وفي هذا الإطار، أكد عبد الجليل سلاسي متخصص في التوجيه المدرسي والمهني ورعاية الطفولة، على أهمية التواصل الوجداني والاجتماعي بين الآباء وأبنائهم والذي يكسر حاجز الخوف والرهبة لدى الأبناء ويمنحهم الثقة بالنفس، مبرزا أن الاستقرار الأسري يلعب دورا كبيرا في تنشئة المتعلم.

وشدد سلاسي على أهمية الدور الأساسي الذي يلعبه أولياء الامور في تعزيز بنيات آمنة للتعليم، مشيرا إلى أن للحوار الأسري اثر في تنمية شخصية الأبناء وتبصيرهم بما حولهم ويقوي التقة بأنفسهم حيث يعتبر من انجح الأساليب في التنشئة الاجتماعية وتقريب النفوس وترويضها وكبح جماحها.

وتوقف عند العلاقة التشاركية بين الأسرة والمدرسة في تنمية مهارات التعليم لدى المتعلم، معتبرا العلاقة بين الأسرة والمدرسة تكاملية وتبادلية.

وأشار إلى أن كثير من الآباء والأمهات يدركون أهمية ترسيخ العلاقة بينهم وبين أبنائهم منذ مرحلة طفولتهم التي تعتبر أكثر خطورة من أية مرحلة أخرى، مؤكدا في السياق نفسه، أن بعض الآباء لا يعطون المساحة الكافية للاهتمام بأبنائهم وتربيتهم اعتقادا منهم ان توفير الطعام والملبس وأدوات الترفيه هي التربية بعينها،ويهملون التربية وغرس القيم النبيلة.

وأوضح سلاسي أن التفوق الدراسي والتميز لدى التلاميذ لاياتي من دون جهد تبذله الأسرة في تربية الأطفال التربية الصالحة، مبرزا أن الحوار الأسري ينبغي أن يتسم بالهدوء

والعقلانية وان يتجنب الآباء الجدل ويستبدلونه بالحوار البناء الهادف وإتاحة الفرصة لجميع أفراد الأسرة للحوار والنقاش.

وخلص إلى أن غياب الحوار والتواصل الأسري مع المدرسة يشكل العامل الرئيس في تزايد مشكلة التعثر الدراسي إضافة إلى عوامل أخرى مثل التفكك الأسري ورفقة السوء وتردي المستوى الثقافي والاقتصادي لبعض الأسر.

من جانبها، أكدت شميسة بوسلهام أخصائية في الطب النفسي على أهمية مرحلة الطفولة المبكرة وتأثيرها على المسار الدراسي للمتعلم، مبرزة أنه على الرغم من حرص الوالدين على صحة أطفالهما، إلا أن غالبيتهم لا يولون الأهمية الكافية لصحة الطفل النفسية، وذلك اعتقادا منهم أن الاهتمام بالجانب النفسي يمكن أن يبدأ بسن المراهقة، مشيرة الى أن الاهتمام بالجانب النفسي للطفل يبدأ منذ لحظة ولادته.

وأضافت الأخصائية في الطب النفسي،أن استشعار الطفل للأمان النفسي بين أفراد عائلته والوالدين يضمن له الاستقرار النفسي والعاطفي من خلال تدعيم الجوانب العاطفية وتلبية الاحتياجات والمتطلبات النفسية له.

واستعرضت الأخصائية في الطب النفسي، أهم المتطلبات التي من شأنها أن تساهم في توفير الأمن النفسي للطفل، من بينها الحاجة الأساسية والتي تتربع على قائمة الحاجات وهما الحب والأمان، موضحة أن هاتين الحاجتين يجب توافرهما منذ حمل الأم لما له من انعكاس مباشر على الطفل.

وأشارت إلى أن من بين المتطلبات، الحاجات البيولوجية كتوفير الطعام المناسب والنوم الهادئ، والحاجة إلى الاهتمام والمكانة والطمأنينة ، بالإضافة إلى الحاجة إلى الاستقلال الذاتي ضمن إطار الأسرة.

Exit mobile version