عاشت مدينة مراكش، أمس الأحد، محنة حقيقية، إثر هبوب رياح قوية مع تطاير الغبار اجتاحت مختلف أحياء المدينة الحمراء، تسببت في حجب الرؤيا عن المواطنين، خاصة مستعملي الطريق، ما جعل مختلفَ مصالح الوقاية المدنية والطبية على أهبة الاستعداد، للتدخل في أي لحظة تحسبا لأي حوادث يمكن أن تخلفها، من أجل انقاد المتضررين مع مراقبة الوضع.
وتسببت الرياح العاتية، التي اجتاحت مختلف أحياء مدينة مراكش، في انهيار منزل متضرر من زلزال الحوز، على مستوى عرصة موسى بحي رياض الزيتون القديم بالمدينة العتيقة لمراكش، دون أن يسفر عن أية خسائر في الأرواح بفضل الألطاف الإلهية، فضلا عن سقوط العديد من الأشجار المتهالكة، ولوحات التشوير الطرقي، إضافة إلى اقتلاع عدد من الصحون المقعرة من فوق أسطح عدد من المنازل، وتوقف حركة السير والجولان لبعض الوقت.
وخلف انهيار المنزل السالف ذكره، حالة من الهلع والخوف في نفوس السكان القاطنين بالمنازل المجاورة للمنزل المنهار، الذي كان يعيش تصدعات عميقة، جراء تداعيات زلزال الحوز، الذي ضرب المنطقة في الثامن من شهر شتنبر المنصرم، وتصنيفه ضمن المنازل الآيلة للسقوط، ما عجل بانهياره بسبب تقادم بناء المنزل المذكور وهشاشته.
من جهة أخرى، تسببت هذه الظروف المناخية الاستثنائية والغير المألوفة، في اصددامات بين السيارات والمركبات تفاوتت خطورتها، مع اضطراب في حركة السير، على مستوى الطريق السيار الرابط بين مدينتي مراكش والدار البيضاء، بعد حجب الرؤيا عن مستعملي الطريق وخروج بعض السيارات عن مسارها، مما خلف خسائر مادية جسيمة.
وحسب المعطيات التي حصلت عليها “الصحراء المغربية”، فإن الرياح القوية المصحوبة بتطاير الغبار، التي شهدتها جهة مراكش، على غرار باقي جهات المملكة، تسببت في اقتلاع لوحات التشوير الطرقي، والعديد من التجهيزات بالطريق السيار الرابط بين مدينتي مراكش والدارالبيضاء ، ما أثار حالة من الهلع لدى السائقين الذين اضطروا الى التوقف ما أثر على حركة السير بهذا المقطع الطرقي.
وكانت مديرية الأرصاد الجوية، أصدرت، نهاية الأسبوع الماضي، نشرة انذارية توقعت من خلالها هبوب رياح قوية مع تطاير الغبار وزخات مطرية قوية أحيانا رعدية بعدد من أقاليم المملكة، وهو ما يدعو مستعملي الطريق إلى الالتزام بهذه التحذيرات وتوخي الحيطة والحدر في مثل هذه الظروف المناخية.
