Site icon جريدة النهار المغربية – Alnahar

مراكش .. تدارس واقع السياحة والتراث اللامادي في مواجهة الازمات

مراكش .. تدارس واقع السياحة والتراث اللامادي في مواجهة الازمات

انطلقت، أمس الثلاثاء، بمركز الندوات التابع لجامعة القاضي عياض بمراكش، أشغال الدورة التاسعة من مؤتمر السياحة الصيني الأوروبي، بحضور ثلة من الخبراء والباحثين الدوليين، لمناقشة واقع ومستقبل السياحة والتراث اللامادي في ظل التحديات الراهنة والسبل الكفيلة لمواجهة الازمات.

ويشكل هذا الملتقى الدولي، المنظم على مدى ثلاثة أيام، بمبادرة من جامعة القاضي عياض، بشراكة مع جامعة تينغبو بالصين الشعبية، وجامعة انجير بفرنسا، أرضية للالتقاء بين الخبراء الأساتذة الباحثين من مختلف الجامعات المغربية والدولية، التي تتخصص أبحاثها العلمية في الشأن السياحي والتراث اللامادي، والتحاور مع المهنيين لخلق دينامية جديدة كفيلة بالرقي بالقطاع السياحي والتراث اللامادي، وجعله أكثرة مرونة وصمودا أمام أي أزمة.

ويهدف هذا الملتقى الدولي، إلى تبادل الرؤى وتشخيص واقع القطاع السياحي والتراث اللامادي، من أجل بلورة توصيات حول رؤية مستدامة قادرة على مواجهة الطوارئ والازمات المحتملة، تكون نتاج بحوث علمية متاحة للمهنيين، لاستغلالها والعمل وفقها في أفق تطوير القطاع السياحي، لتجاوز آثار جائحة كوفيد، والرهان على الابتكار لبناء صناعة سياحية خلاقة ومستدامة.

واتفق المشاركون في هدا اللقاء، على الحاجة إلى بناء صناعة سياحية أكثر شمولا، مع الأخذ في الاعتبار تأثير فيروس كورونا على الفئات الأكثر احتياجاً، مبرزين أن حماية التراث أمر ضروري لأنه يشكل التحدي الرئيسي في مجال السياحة الثقافية التراثية التي تتطور وتتغير بسرعة، لأنها تواجه العديد من التحديات المستمرة على أكثر من مستوى.

وأكدوا أن القطاع السياحي يكتسي أهمية كبيرة في تعزيز الدينامية الترابية، مما يستدعي رصد المؤهلات التي تشكل المنتوج السياحي وتأهيلها حتى تسهم في النهوض بالقطاع، وترصيد قدرتها على خلق فرص الاستثمار والمنافسة والجاذبية، مشددين على أهمية جعل الموارد المجالية التي تزخر بها كل منطقة، دعامة أساسية للتنمية السياحية المستدامة.

وأجمعت مختلف المداخلات على أن قطاع السياحة أصبح عاملا من عوامل التطور الاقتصادي ونشاطا حركيا يكمل بقية الأنشطة الاقتصادية والثقافية والاجتماعية، مبرزين أن مواقع التراث العمراني من أهم عناصر السياحة الثقافية، وتواجه العديد من المشاكل المرتبطة أساسا ببرامج التأهيل السياحي المعتمد على مبدأ التنمية المستدامة المرتكزة على التطوير والحفاظ على هذه المواقع وتحقيق العائد الاستثماري المقبول للاستدامة.

وأكد موحا تاوريرت رئيس جامعة القاضي عياض بالنيابة، أن الطريقة التي تؤثر بها الأزمات على السياحة والتراث تختلف باختلاف السياقات المحلية والخصائص الخاصة بكل منطقة، وهذه الازدواجية بين القضايا العالمية والاستجابة المحلية يطرح إشكالية معقدة، مشيرا الى أن الاستجابة للازمات تختلف حسب الموارد المتاحة من خلال مرونة المجتمعات المحلية، والسياسات الموضوعة والاستراتيجيات المعتمدة للتخفيف من الآثار السلبية على السياحة والتراث.

من جانبه، أوضح كريستوف غولبير ممثل جامعة انجير بفرنسا ، أن التنمية السياحية لمواقع التراث العمراني يعتبر من أهم روافد السياحة، بدءا من إدراك أهمية العلاقة بين السياحة ومواقع التراث العمراني في إظهار ثقافة الحضارات المختلفة واستنباط المعلومات من خلال ارتياد أفراد المجتمعات المختلفة لهذه المواقع بهدف التعرف والاطلاع والاستمتاع بالمواقع المختلفة حضاريا وعمرانيا وثقافيا.

بدورها، أكدت فاطمة الزهراء إفلاحن أستادة التعليم العالي بجامعة القاضي عياض بمراكش، على أهمية التراث اللامادي حيث حرصت الدول على زيادة الوعي به كمصدر ثقافي واقتصادي والتعرف على سبل حمايته وإعادة استخدامه ضمن إطار معاصر من خلال وضع الأسس والمعايير التخطيطية والتصميمية التي تسهم في إظهار قيمته وأهميته في التنمية الاقتصادية وتوظيفه كرافد أساسي من روافد السياحة.

وأوضح العربي الصفاء الأستاذ الباحث وعضو اللجنة المنظمة، أن الندوة تعد أرضية للتفكير في سبل تقوية مرونة وصمود النشاط السياحي لما بعد جائحة كوفيد، واعتماد سياحة متجددة في الممارسات وفي الجانب المتعلق بظروف السفر، حتى تكون قاطرة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية والبيئية، مبرزا أن هذا النوع من السياحة ينطوي على مؤشرات كبيرة للتنمية المستدامة والمعززة.

وأشار الزوبير بوحوت الخبير في السياحة، الى أن القطاع السياحي يعرف حاليا بوادر انتعاشة، مما يحتم الوقوف على دور الأساتذة الباحثين لبسط الخلاصات والعبر بعد الأزمة الصحية العالمية، والزلزال الذي ضرب منطقة الحوز،حتى يستعيد القطاع عافيته ويكون قادرا في المستقبل على مواجهة الطوارئ التي يمكن ان يتعرض اليها، مؤكدا أن الدروس المستخلصة من جائحة كوفيد19 التي عرفها المغرب على غرار باقي دول العالم، بات يفرض وضع تصور شمولي حول نموذج مغربي مبتكر لسياحة مستدامة قادرة على مواجهة التحديات على اختلاف أشكالها، سواء الصحية منها، أو البيئية، أو الاقتصادية.

ويأتي تنظيم هدا اللقاء في سياق خاص يتمثل في الانتعاشة التي تعرفها السياحة الوطنية على العموم، وبمراكش على الخصوص، بالرغم من زلزال الثامن من شتنبر الذي ضرب اقليم الحوز، وكانت له تداعيات على مدينة مراكش وعلى مجموعة من المعالم والمآثر التاريخية بالمدينة.

ويتضمن أشغال هذا الملتقى، محورين أساسيين يتعلق المحور الأول ب”السياحة والتراث في مواجهة الأزمات: إشكالية محلية عامة وخاصة”، و المحور الثاني يتناول موضوع ” السكن كتراث: نحو تراث ممارسات الضيافة”.

Exit mobile version