Site icon جريدة النهار المغربية – Alnahar

حقوقيون وفاعلون جمعويون يطلقون مشروعا لمناهضة العنف ضد النساء والفتيات في الوسط المدرسي بالقنيطرة

حقوقيون وفاعلون جمعويون يطلقون مشروعا لمناهضة العنف ضد النساء والفتيات في الوسط المدرسي بالقنيطرة

احتضن مقر الغرفة الفلاحية بالقنيطرة، أخيرا، فعاليات ورشة إطلاق مشروع “جميعا من أجل مجتمع متحرر من العنف”، الذي تنفذه جمعية رواد الغرب للتنمية والتضامن في إطار برنامج “متحدون من أجل المساواة” وتشرف على تنزيله منظمة اتحاد العمل النسائي بشراكة وتمويل من منظمة إغاثة، تعاون وتنمية AYDA والاتحاد الأوروبي، بهدف المساهمة في مكافحة جميع أنواع العنف القائم على النوع الاجتماعي وتعزيز المساواة بين الجنسين في الوسط المدرسي.

وفي هذا الصدد، أبرزت فتيحة ركاب، رئيسة جمعية رواد الغرب للتنمية والتضامن، في كلمتها الافتتاحية للورشة، أن القائمين على هذا المشروع يتوخون منه المساهمة في مكافحة جميع أنواع العنف القائم على النوع الاجتماعي والعنف الجنسي وتعزيز المساواة بين الجنسين في الوسط المدرسي مع نشر قيم الإنصاف والمساواة بين الجنسين، مشيرة إلى أن الجمعية التي تشرف على رئاستها ستعمل على تنظيم مجموعة من الأنشطة المندرجة بهذا المشروع بالمؤسسات التعليمية وبتنسيق مع المديرية الإقليمية للتربية والتعليم الأولي والرياضة بالقنيطرة، لتوعية وتحسيس التلاميذ والأساتذة والأطر التربوية وأولياء أمور المتمدرسين بأهمية حقوق النساء والفتيات من أجل الحد من مظاهر عدم المساواة في الأدوار والوظائف وتغيير الصور النمطية حول العلاقة بين الجنسين.
كما يرمي المشروع، وفقا للمتحدثة ذاتها، إلى تقوية قدرات الفاعلين الرئيسيين في الوسط المدرسي من أطر تعليمية وإدارية وأعضاء جمعيات الآباء والأندية المدرسية، في مجال النوع وآليات ترسيخ قيم المساواة والإنصاف بين الجنسين، من أجل تمكين تلاميذ وتلميذات 6 مؤسسات تعليمية من القدرة على انتقاد ومواجهة كل أشكال التمييز القائم على النوع الاجتماعي والمساهمة في مكافحة جميع تمظهرات العنف من قبيل التحرش الإلكتروني وزواج القاصرات وصمة العار للأمهات العازبات والخادمات.
وأضافت ركاب أن هذه المبادرة تسعى أيضا إلى خلق أطر إدارية وتربوية مكونة على التربية على المساواة بين الجنسين وقادرة على إعادة بناء القيم والمساهمة في تفكيك التصورات الاجتماعية والقوالب النمطية بهدف حماية النساء والفتيات من العنف القائم على النوع الاجتماعي الذي يعرقل مشاركتهن في المسار التنموي للبلاد ويمنعهن من التمتع بحقوقهن وحريتهن كاملة .
من جهتها، قالت ريم البريبري، الكاتبة العامة لاتحاد العمل النسائي، إن هذا المشروع يمثل فرصة لتوسيع رقعة الاستفادة من أنشطة برنامج “جميعا متحدون من أجل المساواة”، والانفتاح على فئات متعددة، مشيرة إلى أن منظمة اتحاد العمل النسائي تراهن بشكل كبير على شباب المستقبل، وهنا تتجلى أهمية هذا المشروع الذي يستهدف تلميذات وتلاميذ المؤسسات التعليمية الابتدائية والإعدادية من أجل خلق بيئة ملائمة لتنشئة الجيل الصاعد على قيم المساواة وحقوق الإنسان، خاصة حقوق النساء والفتيات ومناهضة التمييز ضدهن.
واستعرضت الناشطة الحقوقية في مداخلتها أهداف البرنامج السالف الذكر المتمثلة في تقوية شبكة مراكز النجدة التابعة لمنظمة اتحاد العمل النسائي عبر تطوير وتجويد خدمات استقبال ودعم 4000 امرأة خلال ثلاث سنوات، وكذا خلق عيادة قانونية بشراكة مع جامعة ابن طفيل يتم من خلالها تكوين مجموعة من طالبات وطلاب كلية العلوم القانونية والسياسية حول مقاربة النوع الاجتماعي ومحاربة جميع أشكال التمييز وكذا تمكينهم من تدريب ميداني بمركز النجدة للاستفادة من الخبرة المتراكمة للجمعية واستثمارها في إغناء تكوينهم الأكاديمي، إلى جانب تعزيز قدرة جمعيات المجتمع المدني ووسائل الإعلام في مجال الترافع حول القضايا الحقوقية المتعلقة بمناهضة الصور النمطية ومحاربة جميع أشكال التمييز المبني على النوع الاجتماعي عبر التكوين في آليات الترافع وصنع محتويات تروج لمبادئ حقوق الإنسان والذكورة الإيجابية.
وكشفت نجوى صالح منسقة مشروع “جميعا من أجل مجتمع متحرر من العنف” في عرضها لأهم المحاور التي يتضمنها، أن الأنشطة الخاصة بالمشروع تستهدف 460 متعلما ومتعلمة، تمثل الإناث نسبة 50 في المائة من الفئة المستفيدة، موزعين على السلك الابتدائي (100) والسلك الإعدادي (50) والسلك الثانوي (300)، كما سيستفيد من مكوناته 20 عضوا وعضوة من جمعيات أولياء أمور التلاميذ ينتمون لـ6 جمعيات، و20 شخصا من الأطر التربوية، 50 في المائة منهم نساء، وممثلين عن الأندية المدرسية.
وأشارت صالح إلى أن النتائج المنتظرة من المشروع تتمثل في تخريج تلميذات وتلاميذ قادرات وقادرين على فهم وتفكيك أبعاد الممارسات التمييزية المبنية على النوع، ومتمكنين من المبادئ الأساسية لنقد السلوكات التي تطبع مع العنف ضد النساء والفتيات، بالإضافة إلى تكوين أعضاء جمعيات الآباء والأطر التربوية في مجال النوع وأساليب ترسيخ قيم المساواة في برامج عملهم ليكونوا قادرين على لعب أدوار مهمة في التغيير الاجتماعي انطلاقا من الوسط المدرسي، وتأهيلهم حول التربية المستجيبة للنوع للمساهمة في محاربة التمثلات المطبعة مع العنف والتمييز ضد النساء والفتيات.
ولتحقيق هذه الأهداف، تمت برمجة مجموعة من الأنشطة من ضمنها ورشة المسرح الياباني الكاميشيباي تعرض فيه قصص مصورة لصالح أطفال مؤسسة التعليم الابتدائي لفائدة 100 تلميذ وتلميذة تتراوح أعمارهم بين 9 و12 عاما، وورشتين لتوظيف الرسوم الكاريكاتورية في تمرير رسائل مناهضة للعنف والتمييز ضد النساء والفتيات وداعمة لثقافة المساواة بين الجنسين، ورشات تحسيسية بثلاث مؤسسات ثانوية وذلك عبر التنشيط الموسيقي وصناعة المحتوى الرقمي المناهض للعنف ضد النساء والفتيات، سيتم عرض المحتويات الرقمية المنتجة في الحفل الختامي للمشروع الذي يمتد لتسعة أشهر.

 

أسماء إزواون 

Exit mobile version