نظم نادي اليونسكو لتنمية السمعي البصري والمسرح التربوي، أخيرا، ندوة علمية حول موضوع “الهدر المدرسي للفتيات في العالم القروي”، لمقاربة الظاهرة من مختلف الجوانب وتسليط الضوء على المبادرات والتجارب الناجحة للتخفيف من انعكاسات الهدر المدرسي، وكذلك تدارس كيفية توظيف السينما للتحسيس بهذه الظاهرة الاجتماعية، بالمعهد العالي للإعلام والاتصال بالرباط.
ويندرج هذا اللقاء، في إطار الاستعداد لتنظيم الدورة السابعة للمهرجان الوطني السينمائي ” كامرا كيدس”، والتي ستنعقد تحت إشراف اللجنة الوطنية للتربية والعلوم والثقافة أيام 3 و4 و5 ماي المقبل، تحت شعار “السينما دعامة للتربية على القيم” بدعم من منظمة اليونسكو وبشراكة مع اللجنة الوطنية للتربية والعلوم والثقافة والمجلس الوطني لحقوق الإنسان والمركز السينمائي المغربي، وبتعاون مع المعهد المتخصص في السينما والسمعي البصري وبتنسيق مع المعهد العالي للإعلام والاتصال، ويؤطره نخبة من الأساتذة المتخصصين في هذا المجال.
وفي هذا الصدد، قالت سميرة صاقل، الأستاذة العارضة بشعبة الفنون والوسائط بكلية الآداب واللغات والفنون بجامعة ابن طفيل، إن هذه الندوة تنظم ضمن فعاليات نادي اليونسكو لتنمية السمعي البصري والمسرح التربوي الذي تشرف عليه الجمعية المغربية لتنمية السمعي البصري والمسرح التربوي، بهدف تنمية الثقافة وتعزيز القيم الإنسانية لدى الناشئة واليافعين والشباب ومقاربة المواضيع الاجتماعية الشائكة بواسطة التقنيات الفنية المتوفرة، وتم اختيار تيمة “الهدر المدرسي” موضوعا لهذه الدورة باعتباره ذا أهمية كبرى وراهنية قصوى لاسيما أن الأرقام التي كشفت عنها الوزارة الوصية ومؤسسات الحكامة تشير إلى استفحال الظاهرة سنة بعد سنة خاصة في الوسط القروي وفي صفوف الفتيات، وتؤثر سلبا على البرامج التنموية وترفع معدل الأمية وتساهم في تفاقم ظواهر اجتماعية خطيرة كالانحراف والإجرام في صفوف القاصرين، كما ترفع من نسبة العمالة وزواج القاصرات..
وأبرزت الإطار في وزارة الثقافة ومسيرة الندوة في تصريحها لـ”الصحراء المغربية” أن لقاء اليوم يسعى إلى تشخيص وضعية الهدر المدرسي بالأرقام ومقاربتها من زوايا مختلفة وتحليل أسبابها والعوامل المساهمة في استفحالها وكذا انعكاساتها على التنمية البشرية وتطور المجتمع، علاوة على تسليط الضوء على المبادرات الذاتية لفعاليات المجتمع المدني والبرامج الاستعجالية التي وضعتها الوزارة الوصية لمواجهة معضلة الهدر المدرسي في الوسطين الحضري والقروي.
وأشارت المتحدثة ذاتها إلى أنه رغم محدودية المجال الجغرافي لهذه التجارب التي نجحت في التخفيف من حدة الهدر المدرسي بعدد من المناطق إلا أنه يمكنها أن تشكل نموذجا مختبراتيا لتعميمه في مناطق أخرى أخذا بعين الاعتبار الخصوصية المجالية ومقاربة النوع، مؤكدة على أن محاربة ظاهرة الهدر المدرسي في صفوف الفتيات تعد ركيزة أساسية لتنشئة جيل متعلم ومستقل بذاته ومتشبع بقيم المواطنة وحقوق الإنسان.
يشار إلى أن المهرجان الوطني السينمائي “كاميرا كيدس” هو مشروع بيداغوجي تسعى من خلاله الجمعية المغربية لتنمية السمعي البصري والمسرح التربوي لاستكشاف عوالم التلاميذ، من أطفال وشباب، ومنحهم الفرصة للتعبير عن أفكارهم وهواجسهم وطموحاتهم بواسطة الكاميرا والميكروفون، حيث تنظم الجمعية ورشات تكوينية لتدريبهم على تقنيات الكتابة الإبداعية وكيفيات التصوير والمونتاج مما سيؤهلهم لإنتاج أشرطة سمعية بصرية قصيرة حول مواضيع متنوعة، وذلك بهدف تحسيسهم بمدى أهمية أو خطورة العديد من القضايا التي تهمهم والتعبير عنها من زوايا النظر الخاصة بهم، وقد اختير موضوع “الهدر المدرسي” تيمة لهذه الدورة من المهرجان.
اسماء ازواوان