في إطار المبادرات الإنسانية والتخفيف من عبئ الاحتياجات الغذائية المرتبطة بشهر رمضان الفضيل، قام مجلس مقاطعة جليزاحدى المقاطعات الخمسة المكونة لوحدة مدينة مراكش، بشركة مع مركز أفروميد، نهاية الأسبوع الماضي، بتوزيع مساعدات غذائية على المهاجرين الأفارقة جنوب الصحراء المتواجدين على تراب المقاطعة المذكورة.
وتندرج هذه العملية، التي خلفت ارتياحا عميقا في صفوف المهاجرين الأفارقة، في إطار تعزيز مختلف العمليات والمبادرات الإنسانية من أجل النهوض بثقافة التضامن وتحقيق تنمية بشرية مستدامة.
وأكد المنظمون، استفادة 100 مهاجر ولاجئ يمثلون جنسيات السينغال وساحل العاج والنيجز والعراق وسوريا وفلسطين وباكستان، مبرزين أن هذه المبادرة تأتي مساهمة في تعزير الادماج الاجتماعي لفائدة المهاجرين واللاجئين وفق بعد إنساني داخل المجتمع المغربي وتعزيزا لقيم التضامن والتعايش.
وأشاروا الى أن هده العملية التضامنية، تجسد عمق إنخراط المؤسسات الترابية إلى جانب المجتمع المدني في تنزيل السياسة الوطنية للهجرة واللجوء ترابيا.
وتعكس مثل هذه المبادرات النبيلة والمواطنة، التي تزايدت خلال شهر رمضان المبارك، روح الوطنية والتطوع والحس العالي للمواطنة التي أبان عنها بشكل مستمر فاعلو المجتمع المدني، من أجل تكريس متزايد لقيم التعاون والتضامن المتجذرة في المجتمع المغربي.
وخلفت هذه العملية ارتياحا في صفوف المهاجرين الأفارقة، عموما، ووقعا حسنا في نفوس المستفيدين، خاصة، لا سيما أن من بين هؤلاء من هو في وضعية هشاشة ومن بينهم من يتحمل أيضا مسؤوليات أسرية.
وأشاد عدد من المهاجرين الأفارقة بهذه المبادرة التضامنية التي تعزز مختلف العمليات والمبادرات الإنسانية التي تنظم بمختلف جهات المملكة من أجل النهوض بثقافة التضامن وتحقيق تنمية بشرية مستدامة، خصوصا وأن مثل هده الالتفاتات التضامنية يكون لها الوقع الحسن في نفوس المستفيدين.
وفي هذا الإطار، نوه فرانسوا فيرنانديز، مهاجر رواندي، بهذه الالتفاتة الطيبة التي تأتي في شهر رمضان الفضيل، موجها الشكر للملك محمد السادس الذي ما فتئ يولي عناية خاصة
بالمهاجرين الأفارقة في المغرب، وللشعب المغربي على هذه البادرة التي يستشف منها ما يعرف به المغاربة من كرم الضيافة.
من جانبه، قال صامويل سيما مهاجر كاميروني إنه لمس عبر هذه المساعدات ، التي تم التوصل بها، لاسيما خلال هذا الشهر الكريم، العناية التي ويوليها المغاربة للمهاجرين، وبصدر رحب.
وسبق لمركز “أفروميد”، أن وجه رسالة تهم وضعية المهاجرين الأفارقة، الى رئيس مجلس جهة مراكش آسفي، يدعو من خلالها إلى تسريع تفعيل بعد الهجرة واللجوء في مخططات التنمية الجهوية لمجلس الجهة.
وطالب المركز في عريضة مماثلة وجهها إلى محمد العربي بلقايد الرئيس السابق للمجلس الجماعي لمراكش، بضرورة إحداث مركز استقبال للخدمات النهارية يراعي النوع الاجتماعي لفائدة المهاجرات والمهاجرين الأفارقة من دول جنوب الصحراء.
وتأتي دعوة المجلسين المنتخبين للانخراط في تحسين أوضاع المهاجرين في إطار برنامج من “أجل سياسات ترابية دامجة للهجرة واللجوء المبنية على النوع”، المنجز بشراكة بين مركز “افروميد” وجمعية النخيل والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ” USAID”، وتفعيلا للآليات الدستورية وترسيخا للحس التشاركي قصد تحقيق تنزيل سليم لسياسة ترابية دامجة للهجرة واللجوء مبنية على النوع.
