Site icon جريدة النهار المغربية – Alnahar

الدكتور سعيد عفيف: الأعراض الجانبية الجادة للقاحات كوفيد لم تتعد 0.9 في المائة ضمن آلاف التصريحات

الدكتور سعيد عفيف: الأعراض الجانبية الجادة للقاحات كوفيد لم تتعد 0.9 في المائة ضمن آلاف التصريحات

أفادت مصادر طبية “الصحراء المغربية”، أن الحملة الوطنية للتلقيح ضد فيروس كوفيد19 ماضية في استعمال اللقاحات المضادة للفيروس، بالاستناد إلى معطيات اليقظة الوبائية لتتبع الملقحين، والتي تفيد أمان اللقاحات المتوفرة مع استمرار صلاحية استعمالها، وخلوها من أي أعراض خطيرة أو مهددة للحياة في مقابل نجاعتها العالية في الوقاية من فيروس كوفيد19، لا سيما لدى فئات كبار السن.

وفي هذا الصدد، أكد الدكتور مولاي سعيد عفيف، عضو اللجنة العلمية والتقنية للقاح، في تصريح لـ”الصحراء المغربية”، عدم تسجيل المركز المغربي لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية لأي أعراض جانبية خطيرة، اللهم بعض الأعراض الخفيفة التي تزول بعد 48 ساعة من أخذ اللقاح، منها احمرار وألم موضعي وارتفاع طفيف في درجة الحرارة والشعور ببعض العياء، الشيء الذي لا يثير أي مخاوف بخصوص اللقاح، استنادا إلى ما أكدته البروفيسور رشيدة السليماني، مديرة المركز المغربي لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية، مفيدة النتائج الإيجابية لعملية مراقبة الملقحين في إطار اليقظة الدوائية.
وفي هذا الصدد، أكد أن أغلب التصريحات التي تلقاها المركز المغربي لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية، تم التحقق منها وثبت أنها حميدة بنسبة تتجاوز 99 في المائة، ذلك أن0,9 في المائة فقط من الأعراض الجانبية، التي وصفت بالجادة، والتي تطلبت إحالة المصابين على المصالح الطبية المختصة لأجل تلقي التكفل الطبي المناسب لحالتهم، من بين قرابة 37 ألف حالة غير مرغوب فيها مصرح بها بعد تلقي حقنة التلقيح ضد فيروس كوفيد19.
وأشار عفيف إلى غياب أي أدلة علمية على وجود علاقة سببية بين حدوث أعراض خطيرة في بعض الدول والخضوع للقاح، ومنها وقوع جلطات دموية أو حدوث بعض الوفيات، بل على العكس من ذلك ثبتت نجاعته في تراجع عدد الإصابات بعدوى الفيروس وحدوث وفيات بين الأشخاص الأكثر هشاشة صحيا، لا سيما كبار السن والذين تتطلب حالتهم الصحية الاستشفاء في مصالح العناية المركزة والإنعاش.
ويتعلق الأمر بتصريحات سجلت ما بين فترة إطلاق الحملة الوطنية للتلقيح ضد الفيروس منذ 2021 وإلى غاية كتابة هذه الأسطر، تمظهرت إلى فئتين من الأعراض الجانبية المصرح بها، الأولى تعتبر الأعراض الأكثر معبرا عنها من قبل المصرحين، شملت ارتفاع درجة الحرارة، الشعور بدوخة، احمرار في مكان أخذ الحقنة والشعور بالتعب.
أما الفئة الثانية، فضمت أعراضا جانبية مصرحا بها، ظل عددها محصورا لدى المصرحين، وشملت أمراض عيون وآلام على مستوى المفاصل وأخرى عبارة عن أعراض نفسية، منها الشعور بالقلق والتوتر واضطرابات في النوم وفي الدورة الشهرية للفتيات، والتي ظلت أقل عددا من المصرحين بها على الصعيد الدولي. وبالموازاة مع ذلك، لم يجر تسجيل أعراض خاصة بأحد أنواع اللقاحات دون غيرها، ما يجعل من الأعراض المعبر عنها تنطبق، بشكل عام، على جميع اللقاحات بمختلف بلدان ومختبرات إنتاجها.
الأمر نفسه بالنسبة إلى عدم تسجيل أعراض خاصة بالجلطات، مقارنة بما كان عليه الأمر في دول أخرى، كما من الأعراض المسجلة في المغرب، أخرى مرتبطة بأعراض مرتبطة بحساسية جلدية.
وفي هذا السياق، نبه عضو اللجنة العلمية للقاح ضد فيروس كوفيد19 إلى ضرورة التفرقة ما بين التصريح بالتعرض للعرض الصحي بعد أخذ التلقيح ونتيجة التحقيق في الأعراض المصرح بها، ذلك أن التصريحات يسجلها المختصون كما جاءت على لسان المصرحين، دون أن يعني آلاف التصريحات بالأعراض الجانبية المثبتة علاقتها السببية بأخذ اللقاح المضاد لفيروس كوفيد19، وهو ما يجعل دائما عدد التصريحات أعلى من الاثباتات الطبية المبنية على المراقبة واستكشاف وتقييم الحالة الصحية لجميع الحالات التي تتعرض لمثل هذه المضاعفات ما بعد التلقيح.
وأبرز عفيف أهمية التشخيص القبلي للخضوع للتلقيحات، بشكل عام، الخاصة بكوفيد أو غيرها، للتعرف على موانع الخضوع لحقناتها، تتمثل في حساسية الشخص لأحد المكونات التي تدخل في تركيبة اللقاح أو تعرض الشخص المعني لأعراض جانبية خطيرة خلال خضوعه للقاحات سابقة، وهو ما يبرر قرار اللجنة العلمية بتخصيص فترات متباعدة بين الحقنات لتفادي حدوث أي اضطرابات على مستوى الجهاز المناعي.
وذكر عفيف بأن الحديث عن أمان اللقاحات التي تعتبر الوسيلة الوقائية الأولى ضد الأمراض، لا يجري استعمالها إلا بعد ارتفاع نسبة نجاعتها وأمانها مقارنة بمخاطرها أو أضرارها الجانبية.
ووفقا لذلك، ارتكزت اليقظة الدوائية على تتبع ومراقبة أي تفاعل محتمل وقوعه بعد الخضوع للتلقيح، لاتخاذ إجراءات الإسعافات الأولية أو إحالة المعني على التخصص الطبي المناسبة في حالة ظهور مضاعفات جانبية تستدعي ذلك، علما أن حدوث الآثار الجانبية، أيضا، يكون موضوع تتبع ودراسة من قبل اللجنة العلمية لاستخلاص النتائج وتحديد القرارات المتخذة بخصوص الحالات المعنية بالتعرض لهذه الآثار.

Exit mobile version