اختارت العديد من الأسر المغربية مدينة مراكش كوجهة مفضلة، خلال العطلة المدرسية الربيعية، التي انطلقت السبت 29 أبريل المنصرم، لقضاء أيام من الاستجمام رفقة أبنائهم بعيدا عن ضغط الفصول الدراسية، والاستمتاع بسحر المدينة الحمراء وأجوائها الخلابة، باعتبارها من الوجهات الرائعة المثالية للاسترخاء والاستكشاف الممتع، لكونها حافلة بأجواء جذابة من الرونق التاريخي والأناقة المعمارية الساحرة وجمال الطبيعة والهدوء المفعم بطابع أندلسي.
وشكلت العطلة الربيعية فرصة ومناسبة لاكتشاف مناطق جديدة للاستجمام تساعد التلاميذ على مدهم بطاقة ايجابية مما يمكنهم من استكمال ما تبقى من الموسم الدراسي في أفضل الظروف.
وتزامنت العطلة الربيعية بمدينة مراكش مع ارتفاع في درجة الحرارة، لتفتح المسابح أبوابها في وجه زوار المدينة الحمراء القادمين من عدد من المدن خصوصا الاطفال، فاختلفت الوجهات السياحية، فهناك من فضل الفنادق لقضاء هذه العطلة وفق برنامج ترفيهي متنوع، وهناك من قرر الذهاب الى المنتجعات الطبيعية ضواحي مدينة مراكش، للاستمتاع بمتعة الجبل والهدوء وسحر المناظر الخلابة، خاصة أن سحر الفضاء الذي تمنحه طبيعة خلابة بين جبال الأطلس الكبير والحقول يغري بالزيارة لكل باحث عن الاستجمام والهدوء.
وحسب عدد من المهنيين، فإن نسبة الحجوزات وليالي المبيت بعدد من المؤسسات الفندقية، ارتفعت بنسبة كبيرة، حيث تجاوزت نسبة الملء 90 في المائة 70 في المائة بخصوص السياح الاجانب من مختلف بقاع العالم و30 في المائة للسياح الداخليين .
وأوضحوا أن عدد من مؤسسات الإيواء السياحي، حاولت أن تتجاوب مع العادات الاستهلاكية الجديدة للأسر المغربية، من خلال تقديم عروض تتلاءم مع القدرة الشرائية للمغاربة.
وفي هدا الإطار، أكد الزوبير بوحوت الخبير في المجال السياحي، أن تأثير العطل المدرسية يكون واضحا بالنسبة إلى السياحة الداخلية، حيث تفضل أغلب الأسر السفر إلى المواقع السياحية القريبة منها للترفيه عن الأبناء، مشيرا الى أن هذه العطلة الربيعية بالمغرب تزامنت مع عطل فصل الربيع بالجهات الفرنسية مما ساهم بشكل كبير في انعاش القطاع السياحي بالمدينة الحمراء التي استفادت من السياحة الدولية والداخلية في نفس الوقت.
وأضاف بوحوت، أنه في وقت الذروة بموازاة مع توافد السياح الأجانب من مختلف الجنسيات، يصعب على المؤسسات السياحية بالمدن التي تتوفر على طاقة استيعابية ضعيفة، أن تتجاوب مع الطلبات المتزايدة للمغاربة وبالتالي يكون الضغط على الثمن مما يدفع عدد من الأسر المغربية الى اللجوء لمراكز الاصطياف بالنسبة للمؤسسات التي تتوفر على مراكز اجتماعية أو إلى الشقق المفروشة.
وأوضح بوحوت على أهمية السياحة الداخلية، التي تشكل حوالي 30 في المائة من حجم الليالي المسجلة بالمؤسسات السياحية المصنفة، مشددا على ضرورة تطوير العرض السياحي الموجه للأسر البسيطة، من خلال تحسين المنشآت التحتية المخصصة لها في المناطق السياحية، مع اعتماد أثمنة مناسبة للعائلات التي تصطحب أبناءها.
وأشار الخبير السياحي إلى أن نسبة 30 في المائة تبقى ضعيفة بالمقارنة مع الإمكانيات التي يمكن أن توفرها السياحة الداخلية، مؤكدا في هذا السياق على ضرورة الاشتغال على العروض الترويجية التي تتماشى مع القدرة الشرائية والعادات الاستهلاكية للمغاربة وتحفيز السائح الداخلي من أجل البقاء لاكتشاف الوجهات السياحية التي تزخر بها المملكة.
وخلص إلى أنه في غياب هذا الدعم يسعى المغاربة للبحث عن وجهات أخرى خارج المملكة يمكنها توفير عروض بأقل تكلفة مما ينعكس سلبا على القطاع السياحي من خلال خروج العملة الصعبة، داعيا الجهات الى لعب دورها من خلال وضع تحفيزات لاستقطاب مستثمرين لإعداد وحداث مخصصة للسياحة الداخلية.
