Site icon جريدة النهار المغربية – Alnahar

سكان القنيطرة يحتجون ضد قرار تفويت ملك غابوي لبناء فندق

سكان القنيطرة يحتجون ضد قرار تفويت ملك غابوي لبناء فندق

أثار قرار تفويت أرض تابعة للأملاك الغابوية لأحد المقاولين لبناء فندق سياحي خلال دورة مجلس القنيطرة لشهر ماي غضب السكان والفعاليات الحقوقية والبيئية الذين نظموا وقفة اجتجاجية للتعبير عن رفضهم القرار ولإبراز سوء التدبير الحاصل في الشأن المحلي لمواجهة تحديات ومشاكل المدينة.

ولوح المحتجون بالإعتصام أمام مقر بلدية القنيطرة، يوم الجمعة الأخير، ضد المصادقة على هذا القرار معربين عن انزعاجهم مما باتوا يعرف بـ”ظاهرة تفويت الآراضي العمومية لصالح لوبيات العقار” في سبيل تحقيق المصالح المشتركة بين الشركات المقاولة والمنتخبين على حساب حقوق المواطنين ومصالحهم العامة، وطالب المحتجون بفتح تحقيقات في المشاريع السابقة التي شهدتها المدينة والتي أجهزت على آراض عمومية أو تابعة للأملاك الغابوية وعهدت للمستفيدين في خرق سافر للقوانين الجاري بها العمل.
وفي هذا الصدد، قال أيوب كرير، رئيس جمعية أوكسجين للبيئة والصحة، إن منظمته وجهت مراسلة إلى أنس البوعناني، رئيس جماعة القنيطرة، لدعوته إلى التريث في اتخاذ القرار فيما بتعلق بجدول أعمال الدورة العادية لشهر ماي الجاري، خاصة فيما يتعلق بالتداول بشأن الاحتلال المؤقت لشغل الملك الغابوي مع إمكانية المقايضة العقارية لفائدة إحدى الشركات المقاولة من أجل إحداث فندق، وكذا بخصوص التداول بشأن الاحتلال المؤقت مع إمكانية المعاوضة العقارية لقطع أرضية تابعة للملك الغابوي الكائنة بالجماعة الترابية القنيطرة التابعة لإقليم القنيطرة قصد إنجاز مرفق خاص ذو منفعة عامة مخصص لقطب صحي وستة مرافق خاصة ذات منفعة عامة.
وطالبت المنظمة البيئية من الرئيس الجماعي الدفاع عن حوزة البيئة بالقنيطرة التي تعرف اختلالا في توازنها الطبيعي إن على المستوى الإحيائي والإيكولوجي والسوسيومجالي، كما دعت كافة المتدخلين بتراب المدينة إلى وقف كل المشاريع الإسمنتية المزمع إحداثها على حساب المجال الأخضر والغطاء الغابوي، وتعويضها بتخليف أشجار البلوط الفليني وإحداث مرافق ومناطق طبيعية حماية لصحة المواطنين وبيئتهم والمضي قدما نحو الانتقال إلى المدينة المستدامة.
وأكد كرير في إفادته لـ”الصحراء المغربية” أن منظمته ترفض رفضا تاما أي إمكانية لتفويت الآراضي الغابوية لصالح لوبيات العقار التي ما فتئت، حسب قوله، تلتهم وتدمر الفضاء الأخضر والمناطق الغابوية بجشعها وبسبب “تواطؤ” مدبري شأن المدينة منذ سنوات طوال، وأشار إلى أنه تواصل مع مجموعة من المسؤولين الذين أكدوا بدورهم على أنهم لن يصوتوا على النقط السالفة الذكر، في حين لم يتم التفاعل مع مراسلة الجمعية التي لم تتوصل بأي رد من قبل رئيس الجماعة إلى حدود الساعة.
وقال الفاعل المدني إنه أصبح لزاما اليوم التدخل العاجل من قبل السلطات العليا لوقف مسلسل الاستحواذ على الآراضي الغابوية ومنع تفويتها لأغراض تجارية، موضحا أن الادعاء بأن هذه المشاريع تؤدي إلى توفير فرص شغل لشباب المنطقة وتحفز النمو الاقتصادي للمدنية يتناقض مع حاجيات القنيطرة ومطالب السكان وخرقا لحقوقهم في الوصول إلى المساحات الخضراء والعيش في بيئة ملائمة، لا سيما وأن القنيطرة تعاني من تلوث غير مسبوق في أجواءها نتيجة استمرار تصاعد الغبار الأسود، كما أن غابات البلوط الفليني التي تتميز به المنطقة يعتبر إرثا إنسانيا لا مثيل له يستدعي حمايته على أقصى مستوى والمحافظة عليه بدلا من الاجهاز عليه وتفويته للوبيات العقار.
وطالب كرير في حديثه لـ”الصحراء المغربية” بالتراجع عن هذه الخطوات والعمل على توفير البدائل المناسبة للاستثمارات التجارية والسياحية بطرق تحافظ على البيئة وتساهم في تحسين المعيش اليومي للقنيطرين، داعيا السلطات إلى الإنصات إلى مطالب السكان والعمل على تلبية حاجياتهم الأساسية وتحقيق التنمية المستدامة بما يحافظ على البيئة والطبيعة ويحترم حقوق الإنسان.

 

 

 

أسماء إزواون 

Exit mobile version