نظمت المديرية الجهوية للثقافة مراكش- آسفي، خلال الفترة الممتدة ما بين 4 و7 نونبر الجاري، احتفالية فنية وثقافية وطنية، تضمنت أمسيات تجمع بين الموسيقى والمسرح، وورشات للأطفال ولقاءات فنية، احتفاء بالذكرى الـ48 للمسيرة الخضراء المظفرة.
واستهل برنامج هذه التظاهرة بتنظيم أمسية موسومة بـ”كرنفال العود”، بمشاركة الفنانين: نبيل الخالدي، ناصر الهواري، كريم القادري، كريم السلاوي، بالمركز الثقافي الداوديات.
وعلى مستوى ساحة جامع الفنا، القلب النابض لمراكش، جرى تنظيم أمسية تربوية لفائدة تلاميذ المؤسسات التعليمية بمراكش، ضمنهم التلاميذ المتضررون من زلزال الحوز، أشرف على تأطيرها الفنان سعيد جعراني.
وتميزت هذه الأمسية التربوية، التي شهدت حضور أزيد من 3 آلاف تلميذ وتلميذة، بتقديم مجموعة من الفقرات الترفيهية والعروض البهلوانية التي تنهل من قيم المواطنة، ممارسة وسلوكا ومعاملة، بالإضافة إلى مجموعة من الأغاني الوطنية وأخرى ذات الطابع التحسيسي، تحث على التحلي بروح حب الوطن، وترسيخ قيم التربية على المواطنة لدى الأجيال الصاعدة.
وكان من أقوى لحظات هذا الحفل، الذي شارك فيه وتتبعه آلاف التلاميذ وآباؤهم وزوار المدينة الحمراء، هو تكريم التلاميذ والأيتام المتضررين من زلزال الحوز، تنفيذا للتوجيهات الملكية الداعية إلى التكفل الفوري بهم ومنحهم صفة “مكفولي الأمة”.
وتسعى هذه التظاهرة إلى ربط الماضي بالحاضر، واسترجاع ذكرى الأحداث المجيدة التي واكبت هذه الذكرى الأثيرة لدى كل المغاربة، لما تختزنه من تضحيات وطنية جسيمة في سبيل استكمال المغرب لوحدته الترابية تحت القيادة الملهمة للراحل المغفور له الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه، واستمرار المملكة الشريفة على نفس النهج الوحدوي تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
واستطاع التلاميذ، الذين ينتمي أغلبهم إلى مجموعة من المؤسسات التعليمية، بمن فيهم الذين تم نقلهم إلى مراكش بعد تضرر مؤسساتهم بإقليم الحوز إثر الزلزال الذي عرفته هذه المنطقة أخيرا، رسم صورة مثالية بهذه الساحة التاريخية، مفعمة بالحيوية وحب الوطن، ومزينة باللونين الأحمر والأخضر، رافعين الأعلام الوطنية وصور صاحب الجلالة الملك محمد السادس، كتعبير منهم على الإشادة بهذه الملحمة الكبيرة التي رسخت قيم التضامن والتلاحم بين مكونات الشعب المغربي في سبيل دعم المكتسبات ورفع التحديات.
وأكد حسن البوهي، المكلف بالتواصل والإعلام بالمديرية الجهوية للثقافة لمراكش آسفي، في اتصال بـ”الصحراء المغربية”، أن أهمية هذه التظاهرة الفنية التربوية، المنظمة بمبادرة من وزارة الشباب والثقافة والتواصل قطاع الثقافة، تكمن في إعادة تسليط الضوء على الحدث التاريخي للمسيرة الخضراء المهم، الذي طبع تاريخ المغرب المعاصر، مشيرا إلى أن الاحتفالية المتنوعة بهذا الحدث التاريخي شكلت فرصة من أجل تسليط الضوء على منظومة القيم التي كانت وراء هذه الملحمة التاريخية لمبدعها جلالة المغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراه، واستثمار هذه القيم في استقراء الحاضر والتخطيط للمستقبل ورفع تحدياته تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.