تعددت أسباب تأخر انطلاق الباصواي في شوارع الدارالبيضاء وتعددت معه التأويلات، إلى درجة أن العديد من وسائل الإعلام المحلية نقلت مشاهد حول تعرض محطات هذه الحافلات للإتلاف وسرقة بعض معداتها.
مولاي أحمد أفيلال، نائب رئيسة المجلس الجماعي للدارالبيضاء، أقر بدوره بتأخر الانطلاقة الرسمية لحافلات الباصواي، التي كانت مقررة في يوليوز من سنة 2023، إلا أنه فند كل التأويلات التي تناولتها الصحف والمواقع الإعلامية، لتبرير هذا التأخر، وقال لـ”الصحراء المغربية” إن كل ما قيل حول الموضوع “عار من الصحة”، مؤكدا أن مشروع الباصواي سيتم تدشينه في الأسابيع القريبة المقبلة، دون أن يحدد تاريخا معينا لذلك.
وأضاف المصدر نفسه أن شركة البيضاء للنقل، بتنسيق مع السلطات المحلية، ستعلن عن تاريخ الانطلاقة الحقيقية للباصواي في الوقت المناسب، وسيكون ذلك خلال حفل رسمي.
وكانت عدة مواقع إعلامية، وفي غياب أي بلاغ رسمي من الجهات المعنية، أرجعت تأخر انطلاق مشروع الباصواي إلى عدة أسباب، منها عدم التوصل إلى اتفاق حول تذكرة موحدة للطراموي والباصواي، باعتبار هذا الأخير هو تكملة للطرام، وعدم احترام الشركة لبعض بنود دفتر التحملات، وعلى رأسها إحداث عدد من التجهيزات، وعدم التزام الشركة المكلفة بتدبير المشروع بالعمل بمحرك كهربائي، كما كان منصوصا عليه في دفتر التحملات، مما خلق نوعا من التوتر بين شركة “ألزا”، الوحيدة التي تملك حق استعمال حافلات تعمل بالمحروقات بالدار البيضاء وشركة “RATP Dev” الفرنسية المكلفة بتدبير نقل “باصواي”.
كما ذهبت بعض الاستنتاجات إلى حد اعتبار “الباصواي” جسما غريبا في مدونة السير، بحكم أن هذه الأخيرة تحتوي فقط على قوانين وبنود تخص الترامواي وحافلات النقل الحضري العادي.
من جهة أخرى، تواصل شركة التنمية المحلية “الدار البيضاء للنقل” المكلفة بتدبير النقل الحضري بالعاصمة الاقتصادية، تجارب تشغيل الخط الرابع للطرامواي، بعد انتهاء أشغال البنية التحتية والمنصة الخاصة بمرور العربات.
وأفاد أفيلال أن والي جهة الدارالبيضاء سطات، محمد امهيدية، يقوم، رفقة عمدة المدينة نبيلة ارميلي، بتفقد عدد من المشاريع، وضمنها تجارب تشغيل الخطين الثالث والرابع للطرامواي، بمعدل مرتين في الأسبوع.
وأوضح أن أشغال الخط الرابع قد اكتملت تقريبا، في حين بلغت أشغال تهيئة الخط الثالث مراحل جد متقدمة، متوقعا أن يتم تشغيل هذه المشاريع قبل نهاية 2024.
مسار الباصواي
سيمر خطا الباصواي الأول والثاني من عدة أحياء في الدار البيضاء، إذ سيعبر الخط الأول حي السالمية في ليساسفة، مرورا بحي الليمون، وشارع القدس، وشارع محمد السادس، وشارع مقداد الحريزي، وشارع الجولان، ويتضمن 20 محطة على طول 12.5 كلم.
أما الخط الثاني فيمتد على طول 12 كلم، ويتضمن 22 محطة، ويربط بين حي الرحمة ومدار أولماس القائم بشارع غاندي عبر الطريق الإقليمية 3014 وشارعي مولاي التهامي ويعقوب المنصور.
وتصنف هذه الحافلات صديقة للبيئة، باستعمالها لوقود الديزل E6، ويستفيد ركابها من خدمة “الويفي”، وأنظمة التكييف.
كما يمكن للركاب التنقل بالاعتماد على تذكرة واحدة فقط، بين الحافلة والترامواي، من خلال ثلاث نقاط اتصال.
ويتكون هذا المشروع من خطين، وستعتمد المدينة على 40 حافلة “باصواي” لنقل الركاب، بطاقة استيعابية محددة في 168 راكبا في كل حافلة.