Site icon جريدة النهار المغربية – Alnahar

مهنيون يستعدون لإحياء الأسبوع العالمي للوقاية من الانتحار

مهنيون يستعدون لإحياء الأسبوع العالمي للوقاية من الانتحار

أفادت مصادر “الصحراء المغربية” أن مجموعة من مهنيي الصحة، المهتمين بالصحة النفسية والعقلية، إلى جانب فعاليات مدنية، يستعدون، شهر فبراير المقبل، لإطلاق حملة تحسيسية بمخاطر إقدام اليافعين والمراهقين، والشباب أيضا، على وضع حد لحياتهم، وذلك على هامش إحياء الأسبوع العالمي للوقاية من الانتحار، الذي تذكر من خلاله المنظمة العالمية للصحة بمخاطر أفكار الانتحار وتنفيذها.

وتهم الحملة تنظيم لقاءات لمناقشة مواضيع متنوعة حول كيفية تفادي فكرة الانتحار، من خلال حملة تواصلية وتحسيسية حول ضرورة انخراط المجتمع، بكل مكوناته، في التخفيف من المتاعب النفسية التي تظهر لدى الآخرين، لا سيما صغار السن منهم، بهدف مساعدتهم على تفادي التفكير في وضع حد لآلامهم بأسلوب إنهاء حياتهم، وبالتالي الانخراط في عملية الرصد المبكر لما قد يعانيه الشخص من مشاكل نفسية حبيسة صدره، لكن يمكن التعرف عليها انطلاقا من التعابير التي يستعملها من ألفاظ أو سلوكات غير لفظية للمسارعة إلى التعامل الأفضل معه. وتهدف الحملة إلى تحسيس الرأي العام وحث المسؤولين والمجتمع المدني على اتخاذ الإجراءات الكفيلة بمقاومة فكرة الإقدام على الانتحار، من خلال نشر الوعي بمجموعة من العوامل والأسباب المؤدية إلى تفكير الشباب في الانتحار، وعلى رأسها الشعور بالوحدة، وإبراز أكثر الأعراض المؤشرة على تفكير الشباب في الانتحار.
وبهذا الخصوص، يجري الحث على وقاية هذه الفئة من مخاطر دخولهم في العزلة، وتصحيح اعتقادهم بغياب أحد يهتم بما يشعرون به أو ما يمرون به من متاعب نفسية، وهو ما يناسب توصيات المنظمة الصحية الأممية والرامية إلى وضع نظام تسجيل وإبلاغ، وتطوير التعرف المبكر على الاضطرابات النفسية والعصبية واضطرابات تعاطي المخدرات وتدبيرِها في الرعاية الأولية، ووضع برامج خاصة للفئات السكانية المعرضة، مثل المراهقين وكبار السن والنساء، والحد من فرص الحصول على وسائل ارتكاب الانتحار.
ويأتي ذلك، في إطار الاستعداد لحملة عالمية، تقودها المنظمة العالمية للصحة تهدف إلى تخليد فكرة اليوم العالمي للوقاية من الانتحار وخفض نسب الأشخاص الذين يفكرون في إنهاء حياتهم بطرق مختلفة، علما أن إحصاءات منظمة الصحة تفيد بوفاة ما يقرب من مليون شخص، سنويا، بسبب الانتحار. وتبعا لذلك، يحاول المجتمع المدني خلق فضاءات للحوار والتعبير عن المشاعر الداخلية لمن يوجدون في وضع نفسي صعب، لتشجيعهم على الكلام والتعبير عن أحاسيسهم، وهي فرصة ليشعروا بوجودهم، وتيسير طلب مساندتهم، وبالتالي كسر جدار الصمت والوحدة في إطار مصاحبة تساعد على تخطي مرحلة الأزمة النفسية والقلق الداخلي، والتي قد تدوم أياما أو شهورا، لاسيما أن أزمة واحدة قد تكون سببا للإقدام على الانتحار. 
على الصعيد الوطني، يفتقر المغرب إلى معطيات دقيقة حول الموضوع، وبالتالي لا تتوفر إحصاءات حول عدد المنتحرين بشكل مضبوط، لعدد من الأسباب، أبرزها اعتبار سلوك الانتحار أو محاولات الانتحار طابوها مسكوتا عنه، بينما مثل هذه الحوادث تكشف عن خطورة هذا الفعل.
وبهذا الخصوص، أفادت مصادر صحية »الصحراء المغربية» أن الشخص الذي يفكر في الانتحار أو يحاول ذلك، يؤشر على بلوغه درجة متقدمة من الاكتئاب، تجعله يرى أن جميع الأبواب مغلقة في وجهه، وألا أمل له في الخروج مما يعانيه ومما يقلقه، ما يتسبب له في الشعور بألم نفسي كبير وفي إزعاج أكبر. 
وموازاة مع افتقار المغرب إلى سجل خاص بعدد المنتحرين، الذين كانوا يشكون مرض «الشيزوفرينيا» قيد حياتهم، فإن بعض الأطباء المختصين في المجال، يقدرون عدد المنتحرين في صفوف هؤلاء المرضى بنصف عدد المصابين به، وذلك استنادا إلى تقدير عدد المنتحرين في صفوف المرضى في فرنسا، حيث يقدر عددهم بحوالي 10 في المائة من الأشخاص المصابين بالشيزوفرينيا، أي 3 آلاف وفاة بالانتحار في السنة. وتحدثت المصادر عن أن تضافر عوامل متعددة تسهل على الشخص، الذي يعيشها، الإقدام على الانتحار. أبرزها الدوافع ذات صلة بالأمراض النفسية، مثل الإصابة بالاكتئاب أو الفصام، علما أن ما بين 7 و10 في المائة من المغاربة مصابون باضطرابات القلق، وما بين 4 و8 في المائة مرضى بالاكتئاب، بينما يشتكي 1 في المائة من المواطنين بتأخر عقلي، بينما ينتحر ما بين 5 إلى 10 في المائة من المغاربة الذين يشكون الفصام، ويشكلون 1 في المائة من المغاربة.
وينضاف إلى ذلك تأثر الشخص وتفاعله مع معطيات محيطه المجتمعي والعائلي ومشاكله المالية وغيرها، دون الجزم بأن كل شخص يتخبط في ضائقة مالية أو مجتمعية يكون بالضرورة مشروع منتحر، تؤكد المصادر نفسها، لوجود عوامل ذات صلة بالخصائص الجينية والوراثية أو العضوية، التي ترتبط بانخفاض نسبة مادة «السيروتونين» في الدماغ، التي تتسبب اضطرابات مقاديرها في الإصابة بالاكتئاب، وفي حالة نقصانها الشديد تؤدي إلى تفكير الشخص في الانتحار وبشكل عنيف. 
ويأتي ذلك في سياق تنوع مصادر المتاعب النفسية التي يمكن أن يستشعرها أي شخص، من ضمنها ما قد يكون مصدرها الوسط المدرسي أو البيت أو الأصدقاء أو مجال العمل. ومن العلامات التي يمكن الاهتداء إليها، ظهور اضطرابات سلوكية وغذائية لدى هذه الفئة، أو ممارسة أفرادها العنف ضد المقربين أو لجوؤهم إلى الإدمان بما فيه الإدمان على الأنترنيت.

Exit mobile version