أطلقت الجمعية المغربية لدعم ومساعدة الأشخاص ذوي الثلث الصبغي، أمسات، أخيرا، أول كشك تموين متنقل يهدف إلى تعزيز الدمج الاجتماعي والاقتصادي للشباب من حاملي التثليث الصبغي المستفيدين من ورشات التعلم في مجال فن الطبخ بمركز صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد بالرباط.
وتندرج هذه المبادرة في إطار مشروع “الممون الجهوي الدامج 21” الذي تنفذه الجمعية المغربية لمساندة الأشخاص ذوي الثلث الصبغي بدعم من الاتحاد الأوربي، والرامي إلى تعزيز الدمج السوسيو اقتصادي للشباب من حاملي الثلث الصبغي، وتعزيز تفاعلهم الإيجابي في المجتمع والانفتاح على آفاق واعدة في سوق الشغل، كما يسعى إلى التحسيس والتوعية بوضعية الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة وتحقيق الاندماج الفعلي داخل المجتمع.
في هذا السياق، قالت نهاد غانم، مديرة المشاريع في جمعية أمسات، إن “الكشك المتنقل” سيمكن من إبراز قدرات الأشخاص ذوي الثلث الصبغي وتغيير النظرة المجتمعية إلى هذه الفئة على اعتبار أن الأشخاص في وضعية إعاقة يتمتعون بمهارات تخول لهم أن يكونوا منتجين داخل المجتمع، مشيرة إلى أن هذه المبادرة تسعى كذلك إلى توفير منصة للتعلم والتدريب لفائدة المستفيدين من التكوينات التي تقدمها الجمعية، خاصة وأن هؤلاء يواجهون خلال نهاية التكوين صعوبة في العثور على مقاولات تسمح بتوفير تداريب للأشخاص في وضعية الإعاقة.
وأبرزت نهاد، في حديثها لـ”الصحراء المغربية”، أن هذا المشروع سيتيح للمستفيدين فرصة التدرب بشكل دوري وتطبيق ما تعلموه من فنون الطبخ على أرض الواقع وتحت ضغوطات العمل الحقيقية وهو ما سيساهم في تطوير مهاراتهم وبناء الثقة بالنفس والتفاعل مع العملاء، كما سيساهم في تحسيس وتوعية الآباء وأولياء الأمور وكذا المشغلين بقدرة الأشخاص حاملي الثلث الصبغي على العمل والاعتماد على النفس والاستقلالية الذاتية، فضلا عن عرض وبيع المنتجات التي يقومون بتحضيرها مما يوفر لهم فرصا للولوج إلى سوق الشغل والحصول على دخل مادي يحقق لهم الكرامة والاندماج داخل المجتمع.
من جانبه، اعتبر نجيب عمور، رئيس جمعية أمسات خلال كلمة ألقاها بهذه المناسبة أن هذا الكشك المتنقل يتجاوز أن يكون مجرد وسيلة للتغذية المتنقلة، بل يمثل مبادرة مبتكرة ضمن مشروع “الممون الجهوي الدامج 21″، حيث يشكل “منصة شاملة مخصصة للتعلم والتمكين والتوعية، كما يساهم في تحقيق الهدف العام للمشروع من خلال توفير بيئة مناسبة لتطوير المهارات وتحقيق الازدهار للمستفيدين الشباب، مضيفا أن هذا الكشف تم تصميمه وتنفيذه بشكل يتناغم مع المدينة وتحديثها.”
من جهتها، أفادت ليز بآتيه، رئيسة قسم التنمية الاجتماعية والقروية في الاتحاد الأوروبي بالمغرب، أن مبادرة “الكشك المتنقل” التي تندرج في إطار مشروع “الممون الجهوي الدامج 21″ تبرز أن التعليم دعامة أساسية وقوية في الدمج الاجتماعي والاقتصادي للجميع، خصوصا عندما تدخل كآلية لتسهيل دمج شامل موجه نحو التمكن”.
وفي السياق ذاته، شكل اللقاء فرصة كذلك للإعلان عن تاريخ وبرنامج الندوة الختامية للمشروع “الممون الجهوي الدامج 21” والتي ستنظم الخميس المقبل بالرباط، والذي يفتح، وفقا للمنظمين، آفاقا جديدة للعمل ودعم حق الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية من خلال التزام الجمعية المغربية لمساندة ودعم الأشخاص ذوي الثلث الصبغي بتوفير فرص التعلم والعمل من توسيع آفاقها في مجال الطهي وفن الطبخ.
وفقا لجمعية أمسات، فإن هذه المبادرات تمثل خطوة مهمة في المهمة المستمرة للمؤسسة، والتي تهدف إلى خلق بيئة شاملة حيث يمكن لكل فرد تحقيق إمكاناته كاملة، وتعتبر الجمعية المغربية لدعم ومساندة الأشخاص ذوي الثلث الصبغي AMSAT أن هذه المبادرات سيكون لها تأثير إيجابي ودائم على حياة المستفيدين من هذا المشروع، مع المساهمة في جعل المجتمع أكثر عدلا وشمولية.
أسماء إزواون
