شهدت نقطة إبداء الرأي بخصوص مشاريع تصميم التهيئة لأربع مقاطعات بالدار البيضاء، خلال انعقاد الدورة الاستثنائية لشهر غشت لمجلس المدينة، أمس الاثنين، جدلا واسعا ونقاشا حادا، رغم المصادقة على المقترحات المقدمة بشأنه من طرف الأغلبية.
ويتعلق الأمر بمقاطعات مولاي رشيد، وسيدي عثمان، وسباتة وابن امسيك.
فبينما صادقت الأغلبية على مقترحات المقاطعات المذكورة حول نظرتهم لمشاريع تصميم التهيئة، انتقد الحزب الاشتراكي الموحد، فرع ابن مسيك مولاي رشيد، في بلاغ عممه على وسائل الاعلام الوطنية، هذه الاقتراحات واعتبرها لا تستجيب لمطالب السكان من حيث توفير المساحات الخضراء والفضاءات العمومية والمرافق الصحية.
وجاء في البلاغ أن الحزب يتابع بـ”بالغ القلق” المشاريع المطروحة لتصاميم تهيئة مقاطعات مولاي رشيد و سيدي عثمان وابن مسيك وسباتة، التي تم إيداعها وعرضها خلال دورات استثنائية لمجالس المقاطعات المذكورة وأيضا خلال دورة استثنائية بمجلس المدينة.
وأضاف أنه “في ظل “النقص المهول في الخدمات الأساسية كالنقل والتعليم والصحة والأمن والتشغيل، التي تعرفه عمالتي ابن مسيك ومولاي رشيد، وبعد دراسة معمقة وميدانية لما تم عرضه خلال هذه المشاريع، يعلن فرع الحزب الاشتراكي الموحد بابن مسيك عن تنبيهه إلى وجود عطب بنيوي في منهجية إعداد هذه المخططات التي نوقشت في كل مقاطعة على حدة، عوض إعداد مخطط موحد للمدينة يأخذ بعين الاعتبار حركية السكان وواقعهم المعيش، مع تسجيل غياب مطلق لأي رؤية استراتيجية للأغلبية المسيرة لمجلس مدينة الدار البيضاء”.
وأعلن الحزب عن رفضه التام لهذه المخططات، وخصوصا مخططات تصميم تهيئة مقاطعات سباتة ومولاي رشيد وسيدي عثمان، والتي تكرس، حسب البلاغ، “استمرار تركيز السكان في مناطق معينة وتركيز الخدمات والتجهيزات والفرص الاقتصادية في مناطق أخرى، وبالتالي فهي تساهم في تكريس غياب العدالة المجالية بالمدينة وبعمالتي ابن مسيك ومولاي رشيد على الخصوص”.
وأوضح البلاغ أن مخططات تصميم تهيئة هذه المقاطعات المذكورة، “سيرفع نسبة المناطق السكنية العالية الكثافة إلى 78% بمقاطعة سباتة، 82% بمقاطعة سيدي عثمان، 81% بمقاطعة مولاي رشيد”.
وندد الحزب المعارض داخل مجلس مدينة الدارالبيضاء “بالغياب شبه الكلي لأي منهجية بيئية في هذه التصاميم، وغياب شبه تام لمشاريع جادة للتشجير أو لإقامة مساحات خضراء جديدة، وهو ما تؤكده الأرقام الواردة في هذه التصاميم، حيث تتراوح نسبة المساحات الخضراء بين 4 متر مربع/للفرد في مولاي رشيد و1،5 متر مربع/للفرد بسباتة وابن مسيك، وهي أقل بكثير من مساحة 10 متر مربع/للفرد المطلوبة كحد أدنى في تصاميم المدن الكبرى”.
وطالب فرع الحزب بمقاطعة مولاي رشيد بضرورة إنجاز المستشفى الاقليمي الجديد الوارد ذكره بتصميم عمالة مولاي رشيد والذي يطالب به السكان منذ سنوات لإيقاف “النزيف الصحي المهول الحاصل بالمنطقة”، وفق البلاغ المذكور.
من جهة أخرى، حاولت نبيلة منيب، رئيسة المجلس الجماعي للدارالبيضاء، التخفيف من حدة هذا النقاش من خلال إطلاق تصريحات صحفية أكدت فيها أن الحسم في المصادقة على مشاريع تصميم التهيئة في المقاطعات المذكورة سيكون خلال انعقاد اللجنة المركزية، موضحة أنها بدورها تؤيد حق سكان العاصمة الاقتصادية في العيش في وسط حضري متميز، وقالت في هذا الصدد إن فريقها بصدد دراسة إخراج جميع أسوق الجملة بعيدا عن المدار الحضري للدارالبيضاء، وخصت بالذكر سوقي الجملة للخضر والأسماك بتراب عمالة مولاي رشيد سيدي عثمان، حيث سيتم استغلال وعاؤهما الجماعي من أجل إنشاء قطب حضري مهيكل، مع إمكانية احتضانه لمستشفى إقليمي “بمواصفات عالمية”، حسب عمدة المدينة، للاستجابة لمطالب السكان بهذه العمالة، الذين يتوقع أن يصل عددهم في المستقبل إلى مليوني نسمة.
وكانت جلسة دورة غشت الاستثنائية، التي نبيلة رميلي، أمس الاثنين، صادقت على اقتناء أربع مساحات أرضية عن طريق الشفعة في مناطق مختلفة. ويتعلق الأمر باقتناء نصف مساحة القطعة الأرضية من الملك المسمى “دومينيك” ذي الرسم العقاري عدد 45055\س، الموجود بالدار البيضاء، شارع آنفا، وتبلغ مساحته الإجمالية 836 مترا مربعا تقريبا، وقتناء نصف مساحة القطعة الأرضية من الملك “بقعة رقم 1″، ذي الرسم العقاري عدد 131023\13 بالدار البيضاء بوسيجور، ومساحته الإجمالية 4068 مترا مربعا تقريبا، واقتناء نصف مساحة القطعة الأرضية من الملك المسمى “كريستين” بزنقة البريهي بالرباط، ذي الرسم العقاري عدد 15246\R، ومساحته الإجمالية 168 مترا مربعا، المتكون من أرض قابلة للبناء وذلك عن طريق الشفعة، واقتناء نصف مساحة القطعة الأرضية من الملك المسى Le garage ذي الرسم العقاري عدد 2379\س الكائن بالدار البيضاء – آنفا والمتكون من أرض عليها بناية مساحتها الإجمالية 879 مترا.
