Site icon جريدة النهار المغربية – Alnahar

سائقو سيارات الأجرة بالدارالبيضاء يطاردون زبناء خدمة النقل عبر التطبيقات الذكية

سائقو سيارات الأجرة بالدارالبيضاء يطاردون زبناء خدمة النقل عبر التطبيقات الذكية

في الوقت الذي يسرت التطبيقات الرقمية تنقل المواطنين عبر السيارات ووفرت لهم الجودة في الخدمات، وأصبحت الوسيلة المفضلة لعدد من مستعملي سيارات الأجرة بصنفيها الكبير والصغير، لجأ مجموعة من السائقين المهنيين إلى مطاردة الزبناء الأجانب والمغاربة الممتنعين عن استخدام سيارات الأجرة أمام محطات القطارات بالدار البيضاء، والتضييق عليهم لرفضهم الركوب في الطاكسي واستعمالهم لتطبيق النقل المحدد الثمن سلفا.

وعمد أحد السائقين المهنيين بالعاصمة الاقتصادية لتوثيق عملية مطاردته لمسافرين أجنبيين، بالصوت والصورة عبر خاصية البث المباشر بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، وقام بتعقبهما فور استعمال أحدهما لهاتفه المحمول من أجل الحصول على خدمة النقل عبر التطبيقات الرقمية أمام محطة القطار المسافرين إلى غاية إحدى الأزقة المجاورة لها، وعرض السائحين للإزعاج والتضييق ونهاهما عن استخدام السيارة التي وفرها أحد التطبيقات المتخصصة في هذا الشأن، بدعوى أنه سيوصلهما إلى وجهتهما بالتسعيرة نفسها التي كانا سيدفعانها مقابل الرحلة بواسطة التطبيق.
وخلال المطاردة الموثقة بالفيديو رفض السائق السماح لإحدى المواطنات المغربيات التي كانت تريد ركوب سيارة الأجرة وفضل مطاردة السائحين الأجنبيين بسبب التسعيرة التي كان سيفرضها على المعنيين بالأمر وحتى يمنع مستخدمي التطبيقات الذكية من حمل الزبائن، معرقلا بذلك حركة السير ومتسببا في إزعاج الزبناء الأجانب والامتناع عن نقل الركاب المغاربة.
واعتبر السائق المذكور في تعقيبه على هذه الواقعة أن له كامل الحق في قطع الطريق على المشتغلين في النقل عبر التطبيقات الرقمية أمام محطات القطار لأنه أولى بتوفير هذه الخدمة العمومية، متهما هؤلاء بسرقة زبنائه وتعريضه للإفلاس. 
وفي رده على الأشخاص الذين انتقدوا ما قام به واعتبروه مخالفا للقانون، أشار المتحدث ذاته إلى الإكراهات التي بات يعيش على وقعها قطاع سيارات الأجرة بسبب مجموعة من العوامل الاقتصادية والاجتماعية، وزادت خدمات النقل عبر التطبيقات الذكية من تأزيم وضعية القطاع وتعميق معاناة السائقين المهنيين منذ ولوجها إلى السوق الوطني سنة 2015.
وليست المرة الأولى التي يتعرض فيها أحد المسافرين للمطاردة والتضييق من لدن سائقي سيارات الأجرة الصغيرة أمام محطة القطار، حيث سبق لمواطنة مغربية أن تعرضت، الأسبوع الماضي، لوابل من السب والشتم من قبل أحد السائقين المهنيين أمام محطة القطار الدار البيضاء الميناء، بعدما رفضت الانتظار داخل سيارته إلى حين قدوم القطار الموالي، في محاولة منه لجلب زبونين آخرين، وتركت السيارة مستعملة هاتفها للحصول على خدمة النقل بواسطة وسائل التكنولوجيا الحديثة، مما جعل السائق يستشيط غضبا ويوجه إليها عبارات قدحية، وفقا لتصريحها لـ”الصحراء المغربية”.

وأكدت السيدة أنها سجلت رقم رخصة سيارة الأجرة وتوجهت فورا إلى مخفر الشرطة السياحية القريبة من محطة القطار وحررت في حق المعني بالأمر شكاية تضمنت ما تعرضت له من سوء المعاملة والعنف اللفظي، مشيرة إلى أن رجال الشرطة قاموا بإحضاره وقدم اعتذارا لها عما بدر منه، داعية في هذا الصدد إلى تجويد خدمات قطاع سيارات الأجرة واعتماد شروط المهنية والانضباط في اختيار السائقين المهنيين الذين بات بعضهم السبب الرئيسي في نفور المواطنين ولجوئهم إلى التطبيقات الذكية.
وكانت الحادثة التي وقعت أخيرا بمدينة مراكش، حين تعرض يوتوبر بريطاني شهير للابتزاز والنصب من قبل أحد سائقي سيارات الأجرة الصغيرة، أعادت النقاش حول ضرورة تقنين قطاع النقل عبر تطبيقات الهواتف الذكية لا سيما وأنها أصبحت مطلبا مجتمعيا سهلت التنقلات اليومية للمواطنين ووفرت لهم بديلا جيدا أمام امتناع بعض سائقي السيارات الأجرة الصغيرة عن نقل المسافرين إذا تجاوز عددهم اثنين أو تحديد الوجهة التي يرغبون في الذهاب إليها حتى لو كانت السيارة فارغة من الركاب.

 

 

أسماء ازواون 

Exit mobile version