Site icon جريدة النهار المغربية – Alnahar

ملتقى التشغيل يحط الرحال بالرباط لدمج ذوي الاحتياجات الخاصة في سوق العمل

ملتقى التشغيل يحط الرحال بالرباط لدمج ذوي الاحتياجات الخاصة في سوق العمل

نظمت جمعية أمل المغرب، السبت الماضي بالرباط، النسخة الثامنة من ملتقى التشغيل لفائدة الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة الذي يهدف إلى إدماج ومواكبة هذه الفئة في الولوج إلى سوق الشغل.

وشهد اللقاء المنعقد بفندق فرح العاصمة توافد أزيد من 200 شاب وشابة في وضعية إعاقة من الباحثين عن فرص عمل، ومشاركة مجموعة من الشركات العمومية والخاصة المنخرطة في هذه المبادرة التي تهدف إلى توظيف ذوي الاحتياجات الخاصة وتعزيز حظوظهم في الظفر بتدريب أو منصب عمل.
وشكل الملتقى فرصة للشباب من ذوي الاحتياجات الخاصة للتواصل المباشر مع ممثلي المؤسسات الحاضرة لاستقبال هذه الفئة واطلاعها على المناصب المتاحة وفقا لتطلعاتها ومتطلبات مجال عملها، وقدمت في هذا الصدد للمستفيدين نصائح لتعزيز فرصهم في الحصول على تدريبات أو توظيفات وتمكينهم من الطرق المثلى لكتابة السير الذاتية وإجراء المقابلات مع المشغلين.
وفي هذا الصدد، أكد كريم الإدريسي القيطوني، رئيس جمعية أمل المغرب، في تصريح لـ”الصحراء المغربية”، أن الهدف من تنظيم هذا الملتقى بشكل دوري بكل من مدن الرباط والدارالبيضاء ومراكش وطنجة، هو تقريب الشباب في وضعية إعاقة من المقاولات المشغلة وتسهيل عملية ولوجهم إلى سوق الشغل والاندماج داخل المجتمع، خاصة أن الفئة المستهدفة تتوفر على كفاءات ومؤهلات تستجيب لما تبحث عنه المؤسسات، التي أبدت استعدادها لاحتضانهم.
وأضاف الإدريسي أن الجمعية تسعى من خلال هذه المبادرة إلى خفض نسبة البطالة في صفوف الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يفوق عددهم بالمغرب 3 ملايين مواطن، 30 في المائة منهم ولدوا في وضعية إعاقة بينما 70 في المائة منهم تعرضوا لحوادث أو أمراض خلال مسيرتهم الحياتية وأصبحوا معاقين، ومن هذا المنطلق يؤكد المتحدث ذاته على أهمية دعم هذه الفئة وتعزيز ثقتها بنفسها وتمكينها من الولوج إلى جميع القطاعات العامة والخاصة بهدف تحقيق الاندماج الاجتماعي الفعلي لها.
وأشار رئيس جمعية أمل المغرب إلى أن ما بين 20 و30 شخصا يتم توظيفهم مباشرة بعد انتهاء الملتقى، مما يشجع على الاستمرار في تنظيم هذا اللقاء ويخلق الثقة بين الهيئات المشغلة والفئات المستهدفة، مضيفا أن الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة يستفيدون أيضا من ورشات تكوينية في المهارات الحياتية وزيارات للمقاولات ولقاءات مع النماذج المشرفة التي تعاني من الإعاقة ونجحت في شق طريقها والاندماج داخل سوق الشغل بهدف تحفيزهم على المضي قدما في مشروع حياتهم وتجاوز المطبات التي تعترض سبيلهم نحو النجاح والاستقلالية الذاتية.
ولفت الإدريسي في معرض حديثه لـ”الصحراء المغربية” إلى أن انعدام الولوجيات إلى المرافق العمومية والمؤسسات الخاصة منها والعامة، يشكل أحد أبرز التحديات التي تواجه الشباب في وضعية إعاقة للاندماج المهني، لا سيما أن نص القانون يحتم على المؤسسات العمومية تشغيل 7 في المائة من موظفيها من ذوي الاحتياجات الخاصة وهو ما لا يطبق على أرض الواقع، حسب قوله، مشيرا إلى أن هذا القانون لا يشمل القطاعات الخاصة، ناهيك عن عدم توفر هذه المؤسسات على بيئة عمل ملائمة لهؤلاء الشباب تحقق لهم الاستقرار المهني والاجتماعي.
من جهته، قال الشاب أحمد سامي، 31 سنة، من ذوي الاحتياجات الخاصة، في تصريح لـ”الصحراء المغربية” إنه شارك في الدورة السابعة من ملتقى التشغيل الذي تنظمه جمعية أمل المغرب، وتكللت بظفره بمنصب شغل بإحدى شركات الاتصال الخاصة كمكلف باستقبال الزبائن، مشيرا إلى أنه رغم قصر المدة التي اشتغل فيها والتي لم تتجاوز ستة أشهر إلا أنها كانت تجربة جيدة مكنته من تعزيز ثقته بنفسه وتسهيل انفتاحه على مشغلين جدد.
وصرحت أميمة، 25 عاما، تدرس في السنة الثانية علوم قانونية بمكناس، أن هذا الملتقى يشكل بالنسبة لها مناسبة للاطلاع على فرص الشغل المتاحة ووضع سيرتها الذاتية بين يدي المقاولات المشاركة في هذا اللقاء لتعزيز حظوظها في الحصول على فرصة عمل، وأكدت على أن الإعاقة لم تمنعها من الانتقال إلى مدينة الرباط للمشاركة في هذا الملتقى والبحث عن وظيفة.
من جانبها، نوهت حسناء الزعرية، أستاذة بالمعهد العالي لعلوم الصحة بجامعة الحسن الأول سطات، التي قدمت برفقة طالبها من ذوي الاحتياجات الخاصة، المتفوق دراسيا والحاصل على الإجازة في العلوم الاقتصادية، بهذه المبادرة التي تستند إلى مقاربة حقوقية واجتماعية ودعت باقي الهيئات الفاعلة في هذا المجال أن تحذو حذوها وتضاعف من مجهوداتها من أجل احتواء هؤلاء الشباب وتعزيز اندماجهم السوسيومهني، خاصة أن معاناة ذوي الاحتياجات الخاصة لا تقتصر عليهم فقط بل تمتد إلى أسرهم وأقاربهم مما يحتم مساندة هذه الشريحة من المجتمع.
وفي السياق ذاته، أكدت المسؤولة بمكتب الإنصات والمتابعة النفسية والاجتماعية لطلاب جامعة سطات، على ضرورة توفر المحاكم والإدارت العمومية والمؤسسات الخاصة أوالترفيهية على الولوجيات، لأن الولوج إلى هذه المرافق والخدمات يعد أحد الحقوق الأساسية للمواطنين من ذوي الاحتياجات الخاصة.

تصوير: عيسى السوري 

ملتقى التشغيل بالرباط لدمج ذوي الاحتياجات الخاصة في سوق العمل

Exit mobile version