حقق قطاع السياحة، الذي يعد المحرك الرئيسي لاقتصاد مدينة مراكش خلال النصف الأول من سنة 2023 الجارية، انتعاشة قوية يعكسها ارتفاع مؤشر عدد ليالي المبيت.
وتشهد مدينة مراكش، إحدى أفضل الوجهات الصيفية بسبب مناخها الصحي وتنوع مصادر الترفيه فيها، خلال صيف السنة الجارية، توافد عدد كبير من السياح الأجانب والمغاربة، للاستمتاع بمؤهلاتها السياحية وطابعها الخاص في فصل الصيف، حيث حطمت المدينة الحمراء كل أرقامها القياسية من حيث معدل ملء فنادقها، المصنفة وغير المصنفة، رغم القيظ الذي تعرفه مراكش خلال صيف هذه السنة.
وتبقى المدينة الحمراء الواجهة الأولى على الصعيد الوطني السياحي، ويعزى ذلك إلى التنوع الطبيعي والثقافي والتاريخي والحركية التي تطبع المدينة ليل نهار، إضافة إلى المناخ الصحي والشبكة الطرقية والبرامج التي تطرحها وزارة السياحية ، وهي عوامل تشجع السياح الأجانب على اكتشاف المؤهلات السياحية والمآثر التاريخية التي تزخر بها المدينة الحمراء.
وحسب المعطيات التي كشفت عنها المندوبية الجهوية للسياحة بمراكش، فإن عدد السياح الوافدين على مراكش، سجل خلال شهر ماي المنصرم، ارتفاعا بنسبة 63 بالمائة، ليتجاوز بذلك النشاط السياحي بالمدينة الحمراء أرقام 2019، السنة المرجعية.
ويعزى ذلك، حسب المندوبية الجهوية للسياحة بمراكش، إلى الأداء الجيد المسجل على مستوى المقيمين (+ 167) وكذا غير المقيمين، ولاسيما من الأسواق الرئيسية المصدرة للسياح، ومنها إيطاليا (+ 23 بالمئة)، والمملكة المتحدة (+ 56 بالمائة)، وفرنسا (+ 39 بالمائة)، وإسبانيا (+41 بالمائة)، وبلجيكا (+ 39 بالمائة).
وأضاف المصدر نفسه، أن مدينة مراكش سجلت منذ مطلع السنة الجارية وعند متم شهر ماي المنصرم، ارتفاعا بنسبة 11 بالمائة في ليالي المبيت المصرح بها، بالمقارنة مع الفترة ذاتها من سنة 2019، مسجلا أن بداية سنة 2023 كانت مبشرة وأن قطاع السياحة بمراكش ينتعش ويجدد الصلة مع النمو.
وبالموازاة مع ذلك، عرف مطار مراكش – المنارة الدولي، خلال شهر ماي، ارتفاعا على مستوى النقل الجوي بالمقارنة مع الفترة ذاتها من سنة 2019، حيث سجل حجم رواج تجاري ب624 ألفا و29 مسافرا، مقابل 493 ألفا و126 مسافرا، تم استقبالهم خلال شهر ماي من سنة 2019، أي بارتفاع بلغت نسبته 27 بالمائة.
ويواكب هذا الانتعاش القوي في عدد السياح الوافدين على المدينة الحمراء، ارتفاع في حجم الاستثمار السياحي، حيث تم الترخيص ل159 مشروعا للإيواء السياحي، بطاقة 7850 سريرا، وباستثمار بلغ 538 مليون درهم، ينتظر أن يحدث 5028 فرصة عمل مباشرة، وذلك خلال الخمسة أشهر الأولى من السنة الجارية.
وفي هدا الإطار، أوضح الزوبير بوحوت خبير في المجال السياحي وفاعل مهني في القطاع في تصريح ل”الصحراء المغربية”، أن المدينة الحمراء التي تنافس الكثير من المدن السياحية العالمية، بالنظر لجمالية المناظر الطبيعة بها وموقعها الجغرافي المحاذي لجبال الأطلس الكبير، توفر منتوجات سياحية متنوعة ترتكز، بالأساس، على السياحة الثقافية والسياحة البيئية، بفضل ما تزخر به من مواقع أثرية وترفيهية وفضاءات طبيعية، مما يفسر الإقبال المتزايد على منتوجها السياحي المتنوع.
وأضاف بوحوت، أن هذه المؤشرات المتميزة والاستثنائية تحققت بفضل تطوير وتنويع المنتوج السياحي بالمدينة، وتدل على انتعاش واضح لمداخيل السياحة، مبرزا أن الرقم التراكمي منذ بداية السنة الجارية سجل زائد 12 في المائة في عدد الوافدين، وزائد 11 في المائة في عدد ليالي المبيت.
وأكد الخبير السياحي، أن عدد المسافرين ارتفع ب27 في المائة وهذا إيجابي ويؤكد جدوى مطالب المهنيين الذي ألحو على ضرورة تقوية النقل الجوي، مشيرا الى أن مجموعة من الأسواق الأساسية تطورت بالنسبة لمدينة مراكش، في مقدمتها السياحة الداخلية التي عرفت نسبة نمو بلغت 141 في المائة بالإضافة إلى الأسواق التقليدية المتمثلة في اسبانيا وفرنسا وبريطانيا.
وشدد، في هدا الصدد، على ضرورة الاشتغال على السوق الألمانية التي عرفت تراجع ب 23 في المائة، بحيث أن السياح الألمان أصبحوا يشكلون اليوم سوى 2 في المائة من عدد ليالي المبيت، مبرزا أن مدينة مراكش ينقصها الشيء الكثير لأنها لابد أن تتنافس مع العواصم العالمية، وأن تأخد حصتها على غرار باقي العواصم الدولية.
وأشار إلى أن العطلة الصيفية وعملية “مرحبا” 2023 سيكون لها وقع ايجابي على الجالية المغربية المقيمة بالخارج، التي تساهم بشكل كبير في ترويج عدد من المرافق وإدارة عجلة الاقتصاد بالمدينة الحمراء.