أفاد كمال أغرود، خبير في الزلازل، أن الهزة الأرضية التي شهدها المغرب ليلة، الجمعة الأخير، والتي وصلت قوتها إلى إلى 7 درجات، جاءت نتيجة للنشاط الزلزالي لسلسة جبال الأطلس، موضحا، أن أي زلزال تتبعه هزات ارتدادية، لكن لا يمكن الجزم أنها ستكون بنفس القوة كما تم الترويج لذلك بمواقع التواصل الاجتماعي.
وأضاف أغرود، في تصريح لـ”الصحراء المغربية” أنه من خلال تحليل المعطيات المتوفرة، يلاحظ أن الهزة الأرضية بقوة 7 درجات حررت طاقة كبيرة للصدْع الذي يتواجد جنوب سلسلة جبال الأطلس (حوض سوس)، موضحا أن هذه الطاقة التي حُررت جعلت هذا الصدع يفقد نوعا من الطاقة، وأن الطاقة التي لا زالت موجودة غير كافية بأن تُحدث هزات ارتدادية بنفس القوة.
وذكر الخبير، أن المعهد الوطني للجيوفيزياء صرح أن هناك هزات ارتدادية وقعت لم تجاوز 4.9 أو 5 درجات، كما صرحت وكالة الرصد الجيولوجي الأمريكية أن بعض الهزات الارتدادية لم تتجاوز 5 درجات، لكن الناس لم يشعروا بها.
وحول سبب تأثر إقليم الحوز والمناطق المجاورة بهذه الهزة الأرضية، أوضح أغرود، أن ذلك راجع إلى كون بؤرة الهزة الأرضية كانت قريبة من هذه المناطق التي تضررت، حيث تشير الخرائط التي نشرت إلى أن البؤرة كانت قريبة من إقليم الحوز (جنوب مدينة مراكش) ووقعت في التضاريس الوعرة لجبال الأطلس، وبالتالي فإن الموجات الزلزالية التي نتجت عن هذه الهزة الأرضية انتشرت بكثرة في التضاريس المرتفعة، موضحا أن التضاريس تساعد في سرعة انتشار الموجات الزلزالية وتزيد من قوتها، إذ أنه كلما خرجت الموجات الزلزالية من جبال الأطلس تنقص حدتها، لأنه حين تتغير الفئة الجيولوجية تتغير سرعة الموجات الزلزالية.
وحول ما تم الترويج له بخصوص ارتفاع أمواج البحر ببعض المناطق، أوضح الخبير، أن ارتفاع الأمواج لا علاقة له بالهزة الأرضية وأنه مرتبط بالمناخ، موضحا أن البحر يتأثر بالهزات الأرضية حين تقع داخله.
وأردف قائلا” لا زلنا ننتظر معطيات حول القرى التي تقع في جبال الأطلس لأنهم سيكونون أكثر ضررا بحكم أن البؤرة كانت هناك، لكن من حسن الحظ أن المنازل في هذه القرى تكون متباعدة وبالتالي ستكون الأضرار أقل مقارنة بالمنازل التي تشكل تجمعا سكانيا.
وبما أنه لا يمكن الجزم حول ما إذا كانت الهزات الارتدادية ستعود بنفس القوة أو خفيفة، دعا الخبير، المواطنين إلى التصرف بهدوء وعدم الذعر لأن ذلك سيكون في صالحهم للتمكن من حماية أنفسهم في حال كانت هناك هزة أرضية قوية، لا قدر الله، من خلال الاحتماء بالطرق المتاحة والتي نشرت في مواقع التواصل الاجتماعي وأصبحت معروفة.
