في بادرة إنسانية ذات مغزى تضامني، انتظم، نهاية الأسبوع، أعضاء نادي روتاري الدارالبيضاء أطلانتيك، في زيارة إلى دوار إيمين تكنزا التابع لجماعة تيزكين بتراب دائرة أمزميز بإقليم الحوز، للاطلاع على الخيمة النموذجية التي تم تشييدها وتجهيزها بجميع المعدات التعليمية والتكوينية اللازمة بمحيط وحدة للتعليم الأولي التي تضررت جراء زلزال 8 شتنبر المنصرم، لفائدة أطفال التعليم التمهيدي بتعاون مع المؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي، في أفق توسيع هذه المبادرة لتشمل فئات أوسع بمختلف المناطق التي تضررت بفعل الزلزال.
وتترجم هذه المبادرة الإنسانية، انخراط نادي روتاري الدارالبيضاء أطلانتيك، في الجهود التي تبدلها المملكة تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، لمواجهة تداعيات الزلزال، ومساعدة الساكنة المتضررة على تجاوز آثار هذه الكارثة الطبيعية، وإقامة خيام مبتكرة لتمكين الأطفال ومساعدتهم على التعليم والدراسة في ظروف أفضل.
ويهدف نادي روتاري الدارالبيضاء أطلانتيك من خلال هذه المبادرة، التي تندرج في إطار الجهود المبذولة من طرف كافة المتدخلين لضمان حق هذه الفئة الاجتماعية في التربية والتكوين، خاصة في هذه الظروف الاستثنائية، إلى تمكين أطفال التعليم الاولي المستفيدين من متابعة دراستهم في ظروف جيدة.
ويسعى نادي روتاري أطلانتيك، الى تشييد 10 خيام نموذجية وتحويلها الى فصول دراسية أو فضاءات لممارسة ألعاب وأنشطة متعددة لفائدة الأطفال كحلول مبتكرة، بمختلف المناطق التي تضررت من زلزال 8 شتنبر المنصرم الذي ضرب إقليم الحوز.
ولقيت هذه العملية، التي تدخل في إطار تقوية التماسك الاجتماعي ومحاربة مختلف مظاهر الفقر والهشاشة والإقصاء، استحسانا كبيرا لدى سكان الدوار المذكور، خصوصا وأن مثل هده الالتفاتات التضامنية يكون لها الوقع الحسن في نفوس السكان.
وأكد محمد تمزكين المسؤول الاقليمي للمؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي بإقليم الحوز، في تصريح ل”الصحراء المغربية”، أن من ضمن غايات وأهداف المؤسسة التي تهم مصلحة طفل التعليم الأولي كيفما كان المحيط والبيئة التي يعيش فيها، توفير تعليم ذي جودة عالية في أفق 2030 لكافة الأطفال، مشيرا إلى أن المؤسسة تغلبت على كافة التحديات المرتبطة بالزلزال بالتنسيق مع جميع الجهات المعنية، والعودة إلى مسار الحياة الطبيعية واستعادة ثقة التلاميذ وأولياء أمورهم.
من جانبه، أوضح محمد هراش المشرف التربوي بدائرة أمزميز، أن عدد الوحدات المفتوحة حاليا بعد زلزال الحوز على مستوى الإقليم بلغ 554 وحدة، فضلا عن 606 قسم دراسي، مبرزا أن عدد الأطفال من كلا الجنسين الذين يستفيدون من التعليم الأولي على مستوى الإقليم، محدد في 8538 طفل وطفلة، منهم 3564 بالتمهيدي الأول، و4974 بالتمهيدي الثاني.
وأشار إلى أن عدد وحدات التعليم الأولي المتواجدة بدائرة أمزميز التي تضم 9 جماعات، محددة في 74 وحدة، يستفيد منها أزيد من 900 طفل وطفلة، ويشرف عليهم 79 مربي ومربية.
وعبر الصوصي العلوي علي وخالد الأزرق ودلال جدي أعضاء نادي روتاري أطلانتيك الدارالبيضاء، عن سعادتهم وهم يشاهدون الأطفال بمعية مربيتهم حسناء فوزالي متجاوبين مع هذه البادرة التضامنية الأولى ضمن مبادرات أخرى تهدف إلى تمكين الأطفال من التعليم الأولي حجر الزاوية في درب تعميم التعليم، والعتبة الضرورية لإعداد الأطفال لمواصلة الدراسة بشكل أفضل خلال المراحل اللاحقة.
وفي هذا الإطار، أوضح الصوصي العلوي علي، رئيس نادي روتاري الدارالبيضاء أطلانتيك، أن تمكين الأطفال من ولوج المرحلة الابتدائية وهم يمتلكون كافة الشروط المؤهلة للإدماج والنجاح، أولوية من اجل توفير التعليم الأولي الذي يعتبر ضرورة ملحة للرفع من أداء وجودة المدرسة المغربية.
وقال الصوصي، إن تأثير هذه المبادرة والعمل الاستثنائي الذي قامت به المؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الاولي، يملأنا بالأمل ويذكرنا بأن كل عمل نقوم به يزرع بذور الأمل والتغيير الإيجابي.
يشار إلى أن نادي روتاري أطلانتيك الدار البيضاء، النادي الأول للخدمات بأبعاد عالمية، والتابع لمنظمة الروتاري الدولية، يهدف بشكل أساسي إلى دعم الأنشطة التي تصب في خانة المصلحة العامة، في مختلف جوانب الحياة سواء تعلق الأمر بالصحة أو التعليم أو التنمية الاقتصادية والاجتماعية أو البيئية.
