الطماطم المغربية قريبة من الإطاحة بمنافستها الإسبانية من عرش الصادرات في العالم

الطماطم المغربية قريبة من الإطاحة بمنافستها الإسبانية من عرش الصادرات في العالم
حجم الخط:

يعتبر إنتاج الطماطم في إسبانيا من أقوى القطاعات في العالم، لكن هذه الهيمنة باتت في السنوات الأخيرة في تراجع، بسبب الحضور القوي الذي صارت تشكله الطماطم القادمة من المغرب بشكل رئيسي، وبدرجة أقل من تركيا. وهو الوضع الذي دفع جمعيات المنتجين الإسبان لسلك عدد من السبل للحد من هذه المنافسة القوية التي أضحى يفرضها المنتوج المغربي، إلى درجة مطالبتهم الاتحاد الأوروبي بالتدخل، وتطبيق إجراءات صارمة وعاجلة ضد الصادرات المغربية.

وفي هذا الصدد، تشير تنسيقية منظمات المزارعين ومربي الماشية في إسبانيا، في بلاغ نقلته صحيفة El Economista، في عددها لليوم الأربعاء، إلى العجز الذي يعانيه المزارعون الإسبان في مواجهة الواردات المغربية أو التركية، التي باتت تنافس بشكل واضح أرباح المنتجين ليس في إسبانيا فقط، بل في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي، وفق المصدر المذكور.
التنسيقية المذكورة، أبلغت بروكسيل بما وصفته بـ”الضرر” الذي لحقها من المنافسة المغربية، محاولة عرقلة هذه الصادرات من خلال المطالبة بضرورة تضمين الامتثال لمعايير الإنتاج الأوروبية في الاتفاقيات التجارية مع بلدان ثالثة، في إشارة إلى المغرب وتركيا. 
وبينما تتردد أوروبا في تعاملها مع المزارعين، تراهن الحكومة في المغرب بشكل حاسم على الزراعة، مع وضع الطماطم في قلب سياساتها، وفق الصحيفة الإسبانية “إل إكونوميستا”، لذلك، تضيف الجريدة ذاتها، أعلنت المملكة المغربية، أخيرا، عن دعم مهم لعدد من المنتجات الفلاحية، وعلى رأسها الطماطم والبصل والبطاطس، بنسبة تتراوح بين 50 و70 في المائة من قيمتها، موضحة أن زراعة الطماطم وحدها ستتلقى دعما يتراوح بين 3600 و6300 أورو للهكتار الواحد.
وبالإضافة إلى ذلك، ستستفيد شركات الإنتاج المغربية من دعم للأسمدة بقيمة 200 مليون أورو، بالإضافة إلى تعبئة 600 ألف طن من الأسمدة الفوسفاطية.
وأوضح المزارعون الإسبان أن الأمر الأكثر خطورة في هذا الصدد، هو أن المفوضية الأوروبية تدرك خطورة الوضع ولا يبدو أنها “ترغب في علاجه”، ما يدفع عددا من المنتجين إلى الاستثمار خارج حدود الاتحاد الأوروبي.
وتوقعت الصحيفة المذكورة انخفاضًا كبيرًا بنسبة 21.5 في المائة في المساحات المخصصة للزراعة و22 في المائة في إنتاج الطماطم الطازجة في إسبانيا في أفق 2035، بسبب عدة عوامل، من أبرزها، وفق المصدر ذاته، المنافسة القوية للطماطم المغربية، التي انتقلت صادراتها من 457 ألف طن سنة 2013 إلى حوالي 630 ألف طن سنة 2021، لتصل إلى ما يفوق 700 ألف طن خلال موسم 2022-2023.