تمرين “محاربي الصحراء” .. الجيش الليبي يستفيد من خبرة ضباط عسكريين مغاربة
شارك ضباط عسكريون مغاربة في التمرين التعبوي “محاربو الصحراء” الذي احتضنته منطقة ترهونة الليبية، الأربعاء، في إطار تنفيذ الأنشطة الليبية المبرمجة ضمن مخطط العمل متعدد الأطراف للسنة الجارية لمبادرة “5+5 دفاع”، التي تضم الدول المغاربية الخمس، إضافة إلى إسبانيا وإيطاليا وفرنسا ومالطا والبرتغال، حسبما أفاد بيان لرئاسة الأركان العامة للجيش الليبي.
وأشار المصدر ذاته إلى أن هذا التمرين العسكري الذي يهم التدريب على مكافحة الإرهاب، والذي نظمته رئاسة أركان القوات البرية بتعاون مع قوة مكافحة الإرهاب، عرف مشاركة خبراء عسكريين مغاربة وآخرين ممثلين لدول المبادرة سالفة الذكر، بحضور آمري المناطق العسكرية الليبية وآمري الألوية والوحدات المكونة للجيش الليبي، إضافة إلى عدد من الملحقين العسكريين للدول الصديقة لليبيا.
وذكرت رئاسة الأركان العامة للجيش الليبي أن “محاربي الصحراء يهدف إلى تنفيذ ضربات تحاكي المخاطر والتهديدات المتوقعة من الجماعات الإرهابية وكذلك التخطيط والتدريب لتطوير مهارات الأفراد المكلفين ورفع مستوى الجاهزية للوحدات المشاركة والإلمام بالتنسيق والتعاون بين مختلف هذه الوحدات من أجل تحقيق الاستجابة السريعة”، مشيرة إلى أنه “يهدف كذلك إلى تبادل الخبرات وتعزيز القدرات والتعاون الإقليمي في مجال مكافحة الإرهاب وتطوير القدرات العسكرية والأمنية واستخلاص الدروس المستفادة، وصولا إلى تحقيق أفضل الممارسات والنتائج المتوخاة”.
وفي تصريح لجريدة جريدة النهار، قال عادل عبد الكافي، عقيد ليبي ومستشار عسكري سابق للقائد الأعلى للجيش، إن “هذا التمرين يأتي في إطار سعي الدول المشاركة إلى رفع جاهزيتها القتالية لمواجهة التنظيمات الإرهابية، التي أصبحت تتحرك بكل أريحية في منطقة شمال إفريقيا وتتجمع في بلدان الساحل والصحراء”، مسجلا أن “الجماعات الإرهابية في هذه المنطقة بدأت تشكل تكتلات تهدد أمن واستقرار دول المنطقة”.
وأشار عبد الكافي إلى “وجود بعض المرتزقة الأفارقة والروس المتواجدين بالأراضي الليبية وبعض الدول الإفريقية، مع ما أصبح يشكله ذلك من تهديد مباشر لأمن الدول الإفريقية والدول المغاربية على وجه الخصوص، التي أصبحت مستهدفة من قبل هذه التنظيمات”، لافتا إلى أن “مثل هذه التدريبات والمناورات تمكن ليبيا من تطوير إمكانياتها في هذا الصدد، رغم محدودية إمكانياتها وحالة الانقسام السياسي الذي تعرفه، حيث مكنها الاحتكاك والانفتاح على تجارب دول مثل المغرب من تطوير قدراتها في مجال مكافحة الإرهاب والتصدي لتنظيماته”.
وفي هذا الصدد سجل العقيد العسكري الليبي أن “المملكة المغربية لها باع طويل في مواجهة الإرهاب أمنيا وعسكريا واستخباراتيا، وبالتالي فإن مشاركتها في مثل هذه التمارين والمناورات سيصقل المهارات القتالية والاستخباراتية للوحدات العسكرية الليبية حديثة النشأة”، مضيفا أنه “رغم حالة الانقسام التي تشهدها ليبيا، فإن وزارة الدفاع في طرابلس عمدت إلى تعزيز قدراتها في مكافحة الإرهاب، حيث تم إنشاء قوة لمكافحة الإرهاب لكي يكون لها دور في الجهود الإقليمية لمكافحة الظاهرة الإرهابية”.
وخلص المتحدث ذاته إلى أن “الرباط كان لها دور هام في ليبيا وعلى كافة المستويات، بما فيها المستوى السياسي، عن طريق احتضانها الأطراف السياسية الليبية في العديد من المناسبات، إضافة إلى تعاونها مع ليبيا على المستويين الأمني والعسكري”، مؤكدا أن “حرفية الأجهزة الأمنية المغربية والاستقرار السياسي الذي يعرفه هذا البلد يجعلانه نموذجا أمنيا وسياسيا بالنسبة للدولة الليبية من خلال مساعدة الليبيين على تطوير قدراتهم ونقل تجربة المغرب الرائدة إلى الأجهزة الأمنية الليبية، إضافة إلى المساهمة في تحقيق الاستقرار السياسي في ليبيا”.
تابعوا آخر الأخبار من جريدة النهار على Google News